ظهرت ثقافة المقاطعة لوسائل الإعلام من بعض الأندية كطريقة للرفض وأسلوب للتعبير عن عدم الرضا حول ما ينشر عبر تلك الوسائل من طرح قد لا يروق لمسئولي تلك الأندية.
وكانت مثل تلك المقاطعات في السابق تحدث في الخفاء وبشكل غير معلن حيث يمتنع مسئولي النادي ومنسوبيه عن التصريح لتلك الجهة ، مقابل التحدث لجهة أخرى. لكن هذا الواقع تبدل إلى مقاطعات معلنة مما يعني إعلان صريح بعدم التعاون مع الوسيلة الإعلامية المعنية.
الجمهور بات ينظر لتلك المقاطعات بعدة أوجه منها التأييد كون القرار مستحق ومنها الرفض كون المقاطعة تعني الانغلاق في وقت الإعلام المفتوح. بينما يرى آخرون أن الأفضل هو تطبيق المقاطعة الغير معلنة بحيث يكون التعامل حسب التعاطي الإعلامي وهي تعتبر مقاطعة جزئية كونها ساسية تترك كل الأبواب مفتوحة أمام التواصل أو عدمه.
المقاطعات المعلنة لها سلبيات وايجابيات وإن كانت سلبيتها تطغى على الايجابيات فمن الطبيعي أن تتأثر الوسيلة الإعلامية وتفقد جزء من مصادر صنع المادة الإعلامية ولكن في نفس الوقت يجد النادي نفسه تحت رحمة البقية كون قلل فرصه في الظهور للدفاع عن نفسه في المواقف التي تستوجب ذلك.
وبما أن الجمهور عاطفي في تعاطيه مع ميوله فهو سريع الغضب عند وقوع الخطأ لكن أيضا سريع الرضا عندما يرى الأمور تعود للطريق الصحيح من وجهة نظره. فهذا أيضا يجعل الجمهور مؤثر في القرار حول التعاون مع الجهات الإعلامية أو مقاطعتها بما يتوافق مع سياسة النادي ورضا المشجعين.
لكن المقاطعة ليست حل أبدا لأي خلل يراه النادي كون الخبر الرياضي رابط مشترك ومنفعة متبادلة بين مصدره وبين وسيلة الإعلام. فمثل ما تبحث وسائل الإعلام عن أخبار موثوقة من مصادرها تبحث الأندية أيضا عن وسائل إعلام متاحة لإيصال ما تريد للجمهور عبر تلك الوسائل.
هذه العلاقة الوطيدة بين الوسطين الرياضي والإعلامي تعني أن طرق التواصل يجب أن تكون ممهدة بين الطرفين لاسيما إن المستفيد هو الملتقي النهائي للخبر أو لتفاصيل الحدث.
ويستطيع المتابعين والنقاد والجماهير تقييم تجربة المقاطعة وهل كانت حلاً ناجعاً لتقويم الانحراف الإعلامي ام عامل ضغط لمزيد من الاحتقان والحنق على الأندية! وهل ساهمت المقاطعة في حفظ حقوق الأندية كما تريد ام انها سبباً في تحجيم صوت النادي وتغييبه عن المشهد الإعلامي ولو جزئياً. ومن الرابح هنا .. ومن هو الخاسر الأكبر.. هل هو النادي ام الوسيلة الإعلامية ام الجمهور .. ام المشاهدين بشكل عام !!!.