تعودنا في مجتمعنا الرياضي على الاختلاف حول النجوم وأفضليتهم بسبب الميول الذي يؤثر في الأحكام، ولكننا نجمع بأن محمد الشلهوب نجم استثنائي يتفق عليه جميع الرياضيين بمختلف ميولهم لأنه جمع المجد من أطرافه فكان من دون جدال نجماً في عيون الرياضة السعودية، ولعلنا نتفق بأن النجومية الحقيقية تنتزع بالإنجازات والأرقام ولا تمنح بالميول والإعلام، ولذلك انتزع الشلهوب نجوميته بتحقيق 27 لقباً كرقم قياسي غير مسبوق في تاريخ كرة القدم السعودية.
يحق لنا أن نفخر بالنجم الموهوب الذي يمثل نموذج اللاعب المحترف الذي نتمناه لتعود الكرة السعودية لزعامة الكرة الآسيوية كما كانت في الثمانينات والتسعينات، وقد كانت بداية الاحتراف عام 1992م خطوة هامة في طريق النهوض بالكرة السعودية إلا أنها ركزّت على الأقدام وتناست العقول فنتج عن ذلك احتراف أعوج تزايدت فيه الأموال وتناقص فيه العطاء، فأصبح لدينا نجوم تجني الملايين ولا تقدم ما يشفع على المستطيل الأخضر، بل إن بعض النجوم تدهورت مستوياتهم حين ارتفعت قيمة عقودهم الاحترافية، ولكن الشلهوب يزداد لمعاناً مع كل عقد جديد ويقدم صوراً للانضباط داخل الملعب وخارجه يندر أن نشاهدها ونفتخر بها أختار منها موقفين رائعين، أولهما حين احتضن عامل النظافة بالملعب بعد تسجيله لأحد أهدافه الجميلة في لقطة تناقلتها جميع وسائل الإعلام والتواصل حتى وصلت للاتحادين الآسيوي والدولي كرمز يجمع بين السلوك الرياضي والمسؤولية الاجتماعية، أما الموقف الثاني فكان تحقيقه لأمنية طفل مصاب بالسرطان اختار رؤية نجمه المحبوب، فبادر بالزيارة ووعده بإهداء الهدف القادم له فكانت لمسة إنسانية رائعة حين سجل الهدف وخرج أمام وسائل الإعلام ليعلن للجميع إهداء الهدف للطفل كما وعده.
قبل أيام قاد الشلهوب فريقه الهلال في عاصمة الضباب لتحقيق أولوية جديدة بالفوز بأول سوبر سعودي خارج الوطن، فشهدت لندن على اللقب ال56 للهلال وال27 للشلهوب الذي تفوّق على معظم الأندية السعودية في عدد الألقاب فكان بحق “سوبر زمانه” ومثالاً يحتذى لنجوم المستقبل، ونتمنى أن يستفاد منه في تقديم دروس ومحاضرات لنجوم المنتخبات السعودية في الفئات العمرية ليسيروا على نهجه في الاحتراف والانضباط والمثالية لكي يعمّروا في الملاعب وتزداد نجوميتهم موسماً بعد آخر، ويقيني أن النشء الجديد بحاجة إلى مثل أعلى ينظرون إليه ويتعلمون منه، ولن نجد في الملاعب السعودية أفضل من الموهوب المحبوب الشلهوب.
ما قبل الأخير
كل تجربة جدية لابد أن يصاحبها سلبيات وفي سوبر الكرة السعودية “اللندني”حضرت الاثارة كما توقعت وحضر الهلال على الرغم من نقصه وتوارى النصر او بالتحديد روحه التي غابت مع غياب قائد الفريق حسين عبدالغني وبشكل عام خرجنا بايجابيات وسلبيات ابرزها اخراح المباراة وكأنها حفلة زواج!
الكلام ألأخير:
عندما تسقط الثقة، تسقط جميع الأشياء التي بنيت فوقها “حقيقة”