بالرغم من تعدد المواهب والكثافة السكانية العاشقة والممارسة لكرة القدم في المملكة، إلا أن الكرة السعودية تعاني وبشكل واضح من شح الأسماء وقلة الإمكانات التي تتواجد في المهاجم السعودي الحالي، فمن بعد مالك معاذ وياسر القحطاني وسعد الحارثي انخفض مؤشر المهاجم السعودي على مستوى المنتخبات والأندية ولم يتبق الآن تقريبًا سوى ثلاثة مهاجمين محليين هم أفضل السيئين مقارنة بمن كانوا قبلهم، وبالطبع هذا ما منحهم قيمة سوقية أكبر وطلبا أكثر وتمسكا وإصرارا على بقاء كل مهاجم في ناديه على طريقة تدلل وآمر ولنا في التمسك الشبابي بنايف هزازي ورحيله إلى النصر بمبلغ ضخم جدًا خير دليل، وهذا لا يمنع نجومية ناصر والسهلاوي، لكن كل هذا يحدث لعدم وجود المنافس الحقيقي المحلي الشرس.
ولو أردت أن تنظر للفرق فعليك بالمقارنة بعمر السومة مثلا، ليس في عدد الأهداف فقط بل في طريقتها..!
-أعتقد أننا أمام مشكلة حقيقية تتوجب سرعة الحل فعندما تملك دوري محترفين يتواجد به أكثر من 20 ناديا سعوديا ولا تستطيع الاعتماد إلا على ثلاثة أو أربعة لاعبين فأنت هنا في مأزق وأمامك حلان لا ثالث لهما، الأول إعطاء الفرصة للنجوم الصاعدين وليس شرطا أن يكون المهاجم من الخمسة الكبار، والثاني تفعيل دور الكشافين المُغيب تماما في الكرة السعودية، نعم نملك وفرة أسماء في خط المنتصف السعودي قد تأتي بالحل أحيانًا لكنها ليست حلا دائما لمشكلة خط الهجوم أو خط اللمسة الأخيرة، وفي هذا اتفق معي هذا الموسم الاتحاد بجلب لاعبين أجانب لهذه الخانة والهلال أيضا رغم تواجد ناصر وياسر والنصر الذي قاتل على هزازي والشباب الذي استقطب الفونسو والأهلي الذي أبقى على السومة عمر، وعليه أعتقد أننا أمام موسم هجومي حارث قد يرتفع فيه معدل الأهداف لرقم لم يصله من قبل ويتنافس فيه أكثر من هدّاف، مثل هذه الأسماء الأجنبية أو الماركات العالمية أحيانا قد تجعل من الدوري أقوى وأكثر متعة وتشويقا لكنها تُضعف المنتخب السعودي ولا تضيف له سوى مطالبات جماهيرية بتجنيس هذا وذاك، وإن أردنا فعلا أن يعود منتخبنا يجب أن نوليه ولو ربع الاهتمام بأنديتنا (مسؤولين – إعلام – جماهير) نعم نحن شريك في الفشل مثلما نحن شريك في النجاح، كم يؤسفني أن الأخضر تحول لعارض يأتي ذكره وعلى مضض شهرا أو شهرين في السنة ثم ننساه أو نتناساه وكم أتمنى ترسيخ مقولة “المنتخب أولا” في القلوب قبل الأذهان، إن أردنا فعلا أن يعود المنتخب يجب أن نهتم بتفاصيل التفاصيل الصغيرة وعلى طاري التفاصيل أين وصل موضوع مدرب المنتخب السعودي؟، الأخضر وبالرغم من تغير الأجيال واختلاف الأشكال والطموحات والألوان لايزال مصدر الفرح الأول ولانتصاره لذة أخرى إن لم تكن لديك فهي كذلك لدى والدك وجدك على الأقل، اسأله عنها وحتما سيجيبك بستُفتش عنها يا ولدي في كل مكان..!
همسة
كنتي طاهرة كالماء بين يدي يروي قلبي ويغسل أحزاني لكن الماء للأسف سرعان ما ينسكب بين الأصابع وتتبقى آثاره لتقول، كانت هنا، وهذا ما لم يخطر ببال قلبي حينها!
ضعف المهاجم السعودي..!