•• قلت، غير مرة، إن كرة القدم لعبة غير نظيفة، فثارت ثائرة كثر وطالبوا إما بأن اعتذر لهذه اللعبة الجميلة أو انتقل للكتابة في شأن آخر غير الرياضة!!
•• والأيام دائما تثبت ذلك وتقدم لنا فساد مملكة كرة القدم يوميا وفق محاكمات ووفق اتهامات ووفق ذاك المنظر الذي الدولارات فيه غطت على وجه بلاتر، في منظر قلت معه: صباح الخير يا من ترون أن كرة القدم لعبة نبيلة خالية من المفسدات!
•• في كرة القدم كل شيء تتوقعه، من الرشاوي وبيع المباريات وتواطؤ فرق وشراء ذمم لاعبين وحكام ومدربين، فلماذا غضبتم مني حينما قلت غير نظيفة، والعالم كله اليوم شاهد على انهيار امبراطورية كرة القدم!!
•• فرق جردت من بطولات، وأخرى تم إذلالها بعقوبة الهبوط إلى الدرجة الأقل، وحكام تم مقاضاتهم، ورؤساء أندية طردوا بعد ثبوت تورطهم في آفة الفساد الرياضي!
•• ورغم كل هذا، إلا أن المعارضين لما طرحت عن النزاهة في كرة القدم ما زالوا يولولون حتى هذه اللحظة، وربما تزيد ولولتهم أكثر لو قلت: دورينا يحتاج إلى رقابة صارمة في الموسم القادم أو أن كرة الثلج ستكبر!!
•• لماذا تدفع أوروبا مليارات على كرة القدم، هل لمجرد التسلية، أم هي تفعل ذلك لأن الرياضة عندهم صناعة وحمايتها من الفساد دعا بعض الاتحادات هناك للاستعانة بالجهات الأمنية من أجل محاصرة المفسدين!!
•• والأحرى أن نكون حريصين على رياضتنا من حماقات بعض المتجاوزين في الملعب وخارج الملعب إن أردنا أن تظل ملاعبنا ومنافساتنا فوق الشبهات، أما أن نعتبر الحديث عن شبهة فساد (تابو)، فهنا سنكون شركاء في الجرم، بل وأحد المشجعين لتنامي هذه الظاهرة!!
•• ليس مشكلة ولا معضلة أن نتعاون على حماية رياضتنا من الفساد والمفسدين، بل المشكلة والعيب والمعضلة أن نسكت ونخاف من أن نشير ولو عن بعد إلى مكمن خلل قد ينفذ منه الفاسد!
•• دولتنا ــ حماها الله ــ وضعت الفساد تحت عينها وتم تخصيص جهة سيادية لتعقب المفسدين في أي وزارة أو مؤسسة أو أي عمل، ومن ثم التشهير بهم ليكونوا عبرة لغيرهم، فلماذا نحن في الرياضة نتحسس من الحديث عن الفساد في الرياضة؟
•• ولأن الموضوع حساس جدا، رغم أن العالم كله ضد الفساد في الرياضة وغيرها، دعونا نتوقف هنا ونذهب إلى حكاية عبدالله المعيوف مع الأهلي الذي قرر بمحض إرادته ترك كرة القدم في بادئ الأمر والاعتزال، لكن تحول هذا الاعتزال إلى رغبة أخرى هو الاستقرار في الرياض، ولا تثريب في ذلك طالما أن النفس طابت!
•• الأهلي طبعا لن يقف في وجه المعيوف طالما هناك عرض جيد، بمعنى أن عشرة ملايين ريال رقم طيب للأهلي إن قدرت توفره يا عبدالله، ففي حالة توفير هذا المبلغ ثق أن الموافقة تصلك اليوم، أما إن حدث عكس ذلك، أخشى أن الأهلي بناء على نص اللائحة ربما يحيلك إلى هاوٍ، وهذا ما لا نتمناه لك يا كابتن!