في منطقة الحجاز وتحديدًا في مكة المكرمة وبالأخص عندما تكون الأجواء حارة والشمس حارقة كما هو الوضع هذه الأيام، تُستخدم بشدة كلمة (روّق) وهي كلمة عامية تُقال للشخص الذي يخرج بتصرفاته عن الوضع المألوف ويزودها حبتين.
وليعذرني النجم نايف هزازي عندما أقول له أنك تستحق هذه الكلمة بلحنها الشعبي الشجي، مصحوبة بنظرات ثاقبة شبيهة بتلك التي أطلقها الفنان ناصر القصبي تجاه زميليه حبيب الحبيب وأسعد الزهراني في إحدى حلقات مسلسل سيلفي الرمضاني.
نعم تستحق يا نايف أن يقول لك كل نصراوي مهتم بمستقبل فريقه (روّق يا نايف)، فأنت من لحظة إعلان تعاقدك مع النصر وصورك وأحاديثك أصبحت في قلب القنوات التلفزيونية وفي صدر وسائل التواصل الاجتماعي تويتر وسناب وانستغرام، حتى بات ظهورك اليومي المكثف أكثر من ظهور ممثلي دراما وكوميديا المسلسلات الرمضانية.
إعلم يا نايف أنك الآن في منزلة يحسدك عليها كثير من اللاعبين، فأنت أولًا أصبحت تنتمي للنصر العظيم من خلال صفقة غالية الثمن، وثانيًا أنت اللاعب الذي ارتضى لك الأسطورة الخالدة ماجد عبدالله أن تحمل رقمه الشهير 9 والذي يعني الكثير والكثير لجماهير النصر ومحبي أبي عبدالله في العالمين العربي والآسيوي.
ربما حجة نايف التي يرددها بينه وبين نفسه، أنه اشتاق للشهرة و(شو) النجومية التي كانت مصاحبة له عندما كان هداف الاتحاد الأول، حيث افتقدها تمامًا بعد ذهابه للشباب، ولكن عليه أن يعلم أن كل هذه الأضواء الحالية ستذهب بعيدًا عنه إذا لم ينجح في إثبات وجوده في النصر فهناك السهلاوي ومورا والراهب، ومركزه كأساسي بالفريق غير مضمون نهائيًا مالم يعمل جاهدًا على حجزه والمحافظة عليه من خلال التركيز والمواظبة على أداء التمرينات ومن ثم الإنتاج داخل الملعب والملعب فقط.
نصيحتي لنايف: روّق، واستمتع بما تبقى من إجازتك السنوية بعيدًا عن الإعلام والتواصل مع الجمهور، واعلم جيدًا أن جماهير النصر تنتظر منك الكثير والكثير، وأن المقياس الحقيقي للتواصل معهم ونيل رضاهم ليس بما تأكله وتشربه وتلبسه، ولكن بمقدار ما تقدمه داخل المستطيل الأخضر، وعدد ما تسجله من أهداف تسهم بها مع زملائك في المحافظة على تفوق النصر وبقائه في صدارة الأندية السعودية.