متعة صنعها الكبار الحقيقيون

عز الدين الحازمي

كلاسيكو المتعة قدم نفسه كما يجب بالفن والإثارة والقوة والندية والحماس حتى آخر صافرة .. ومع كل ذلك بقيت الروح تغلف أجواء اللقاء لنحصل في الأخير على متعة كاملة الدسم من إنتاج كبيري السعودية .. وعلى القاطنين خارج مناطق الكبار مراعاة فارق الإنجازات !
الجماهير احتشد قبل اللقاء لتعيد  لنا قليل من الزمن الجميل .. وهذه المرة في مكة حيث لا صوت يعلوا على العشق والمساندة والتصفيق  بحرارة  لكلا الفريقين , وفي الشرائع رفرفت كل الأشرعة بلا  منع ولا حجب فظهرت الصورة أجمل بكل عباراتها .
أقلعت رحلة الكلاسيكو بصافرة سعودية  جاء بها الوضع المادي الاتحادي  فالقرش حابس ! … وبعين العقل فالعواجي أدارها باقتدار في المجمل , فياما جاء حكام بالعملة الصعبة وحاسوها حوسه .. وعادوا بجيوب تملؤها دريهيماتنا !
لعب العميد في الشوط الاول على الارتداد السريع وقدمه بشكل رائع .. بتواجد الشربيني وبفن الفهد الصغير , لكن المرتدات تحتاج لقدم تنشن على التفاصيل الصغيرة في المرمى وبسرعة قرار وهي ما قد يفتقدها هزازي وتجعلة الضغوط  ينسى أبجدياتها .
الهلال  في الشوط الثاني بضربتين امتلك الثلاث نقاط بسهولة  وهي  ما يريد لأنه يمتلك حلول هجومية تجيد تفاصيل التفاصيل أمام المرمى  فهو يستطيع أن يسجل من كل فرصه محققة هدف ونصف! بعكس الإتحاد الذي يحتاج لخمس فرص محققة  ليضع مهاجموه الكرة في المرمى , وحينما يوفق الحارس فالعدد سيتضاعف .
الإتحاد بنصف عافيته ظهر ممتع وقوي وشرس .. فقط هو بحاجة لبعض الاستشفاء لينقض على خصومة ويتخم شباكهم .. فهو بحاجة  لمهاجم هداف ومتمكن بالقدم  وبحاجة دكة بدلاء ثقيلة يعول عليها حينما يكون أحد لعيبة الفريق بمستوى أقل من المتوقع … فمن ينتقد كانيدا عليه أن يعي أن كانيدا لو استطاع نطقها بالعربي لقالها بكل وضوح ( الجود من الماجود )!
تواجد حامد البلوي جاء في وقته وهو المتمرس والذكي ويلقى قبول من كل الأطياف الاتحادية . لكنه يحتاج إلى الوقت والدعم … فمباراة الهلال خارج الحسبان لأن للقمم حسابات اخرى فقط على الاتحاديين استغلال هذا التوهج والعمل على استمراره ليعود النمر كما يريده محبيه.
الهلال بات يقترب أكثر فأكثر من القبض على صدارة الدوري في ظل نوم عميق لأغلب منافسيه ماعدا الفتح والذي لن يستطيع الصمود بعد يناير المقبل … ورغم ان التوقفات تفيده كثيرا لكنه سيسقط في الأمتار الأخيرة  وخاصة حينما تتداخل المسابقات .
انتهى اللقاء وصفق الكل لمتعة كروية .. حصل فيها الإتحاد على المهم بالنسبة له وهي بوادر العودة للفريق الشرس والروح والحماس .. وحصل الهلال على الاهم وهي نقاط الصدارة والبعد عن المنافسين .
انتهت المباراة وكتب على إبداعها (صناعة الكبار الحقيقيون ) فاحتج صديقي … أخرجناكم من آسيا وفزنا عليكم … وزمان كما فزنا بمباراة … ألسنا كبار أيضا ؟؟!  فقلت له  يا عزيزي الكبار الحقيقيون  لهم صفات يكتبها التاريخ وتطرزها الإنجازات  وليس من ضمنها شخبطات الصغار بــ (فزت عليك مره  وخرجتك من بطولة و.. و … )

17