الإعلام الرياضي والتعصب

قاروبمنذ خمسة أعوام كنت في حينها رئيس اللجنة القانونية في اتحاد القدم ومستشاره القانوني ذكرت في لقاء صحفي أن الإعلام الرياضي تجاوز كل الحدود وهو بعيد عن السياسة الإعلامية للدولة وكان ذلك جزءا من مواجهاتي الدائمة مع الإعلام الرياضي وفي رأيي البسيط أن السبب هو حاجة من يعمل في الإعلام الرياضي الى الإلمام بمفهوم الإعلام بشكل عام والرياضي بشكل خاص بالإضافة الى القانون الرياضي والرياضة نفسها وأن يبتعد الإعلاميون والبرامج الرياضية عن الميول الشخصية للأندية واللاعبين والافراد وهذا هو الظاهر والمكشوف لدى الجميع حيث يمكن تصنيف الإعلاميين والبرامج والصحف بألوانها واشخاصها وميولها، ولا شك بأن معظم القيادات الرياضية في الأندية من أعضاء شرف وإدارة وحتى بعض الإداريين لهم مساهمة قوية في ذلك فهم الباحثون عن البطولات الفضائية الوهمية التي أخرجت الرياضة عن ساحات الملاعب الى شاشات التلفزيون والجوالات.
وحورب اتحاد القدم عندما وضع لائحة صارمة ضد التجاوزات الأخلاقية للإداريين واللاعبين والجماهير والإعلام حتى تم إيقاف العمل بها وقامت الإدارة الحالية بوضعها في صورة هزيلة تشجع على التطاول بتخفيف العقوبات المادية والرياضية نعيش نتائجها اليوم كما نرى. يجب ان نعلم وندرك ان أخطاء الحكام جزء أساسي من اللعبة ولا تحتمل كل ما يثار حولها من تشكيك في الذمم والأخلاق والانتماء.
بعد لقاء خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز حفظه الله بقطاع الشباب الرياضة أصبح لزاما على الرئاسة العامة لرعاية الشباب إحياء ميثاق الشرف الرياضي الذي أصبح مطلبا محليا قبل أن يكون دوليا بعد أن فشلت كل الجهود السابقة للرئاسة في محاربة التعصب والانفلات الإعلامي بجميع وسائله دون جدوى.
وعلى اللجنة الأولمبية أيضا أن تفعل وتطور إجراءات محكمة التحكيم الرياضي السعودي.
وعلى الاتحادات الرياضية وفي مقدمتها القدم العمل على إعادة صياغة لائحة الانضباط والجهاز القضائي بالاتحاد مع استقلالية وحياد حقيقي وليس وهميا يعزز الثقة والمصداقية في القوانين واللوائح والقضاء الرياضي ليشعر الجميع بالمساواة والتنافس الشريف.
وعلى وزارة الإعلام وبدعم مباشر وهام من قبل وزارة العدل دعم اللجان القضائية الخاصة بقضايا النشر والإعلام لتكون بنفس سرعة الإعلام ووسائله الحديثة لتقضي على التعصب وتجنب آثاره الخطيرة على المجتمع والوطن وشبابه. وأخيرا مطلوب من الرئاسة العامة لرعاية الشباب اشهار اتحاد الإعلام الرياضي. ومن اللجنة الأولمبية السعودية تعيين مدع عام رياضي مهمته ضبط الاخلاقيات وجميع مظاهر الفساد في الرياضة السعودية لتكون أسسها الاخلاق والقيم والتنافس الشريف داخل المستطيل الأخضر لحماية الشباب ودعم وتطوير الرياضة والقضاء على التعصب.

7