لا أدري حقيقة لماذا غضب بعض الهلاليين والأهلاويين من تتويج النجم الخلوق محمد السهلاوي فارسًا للكرة الذهبية في عامها الأول، كأفضل لاعب للموسم الرياضي 2015.
السهلاوي قاد فريقه النصر لتحقيق بطولة الدوري بحضوره المتميز وأهدافه الحاسمة وأهمها بالطبع هدف (حسم الدوري) أمام الهلال، وواصل إبداعاته في بطولة كأس الملك حتى كاد النصر أن يُتوج بها عبر هدفه الرأسي (الماجدي) في الهلال لولا عامل الحظ الذي وقف مع الهلال (كالعادة)، إضافة إلى تألقه بقميص المنتخب السعودي حيث سجل سبعة أهداف في آخر أربع مباريات خاضها المنتخب من أصل تسعة أهداف سجلها لاعبو المنتخب، ليُتوج السهلاوي كأكثر لاعب يسجل أهدافًا هذا الموسم بمجموع 32 هدف.
نفر من الأهلاويين نادوا بأحقية نجمهم عمر السومة كونه هو هداف الدوري، وهو بلا شك هداف نادر ولاعب كبير ومهم، لكن الجائزة لا تشترط أن يكون الفائز هدافًا فقط فهناك معايير أخرى وقد حققها بتفوق السهلاوي الذي كان أيضًا المنافس الأول للسومة على لقب الهداف.
ثلة من الهلاليين وعلى رأسهم رئيسهم السابق الأمير عبدالرحمن بن مساعد أرتأوا أن الجائزة يستحقها نجمهم سلمان الفرج أو على الأقل مناصفة بينه وبين السهلاوي على حسب رأي الأمير وزعمه بتميز الفرج بثبات مستواه طوال الموسم ولعبه مباريات أكثر من السهلاوي..
وإن يكن، فالسهلاوي في مبارياته الأقل.. لظروف الإصابات.. كان مستواه ثابتًا أيضًا، ولكنه تميز عن الفرج وغيره بصناعته للفارق من خلال مهاراته وأهدافه وتعاونه المثمر مع أفراد فريقه والذي نتج عنه تحقيق بطولة الدوري، أقوى البطولات.
لقد أنصفت الجائزة النجم السهلاوي نتيجة ما قدمه من مستويات مميزة طيلة الموسم، حيث كان حاضرًا وبقوة في مباريات عديدة، الصغيرة والكبيرة، بعكس كثير من المهاجمين الذين يختفون في المباريات الكبيرة والجماهيرية.
ولعل من شاهد السهلاوي وتابعه قبل وبعد فوزه بالجائزة، تأكد له أن هذا النجم الخلوق يسير على درب الأسطورة الخالدة ماجد عبدالله الذي جمع بين الأخلاق الرفيعة والمهارات العالية، فلم يبدو عليه بعد التتويج أي نوع من التغيير ولم يُظهر نوعًا من التعالي أو الغرور، بل قال وبكل أدب (زملائي لاعبو النصر هم من صنعوا محمد السهلاوي ونجوميته ولذا أجير لهم هذه الجائزة الرائعة).
لقد كتبت في مقالتي الماضية عن دور النجم الرياضي القدوة، وحُسن تأثير تصرفاته على فئة الناشئة، فإذا كان لي من قرار لاختيار هذا الأنموذج على مستوى رياضتنا هذه الأيام، فلن أجد أفضل من السهلاوي الذي أبهر الحميع بخُلقه قبل لعبه الممتع، وبتواضعه قبل أهدافه الحاسمة.
تويتر AliMelibari@