تشهد الجولة الثانية من منافسات المجموعة الثالثة لبطولة كوبا أمريكا لمنتخبات امريكا الجنوبية مباراة ثأرية بين البرازيل وكولومبيا بعد موقعة كأس العالم البرازيل 2014 FIFA الخشنة التي انتهت لمصلحة بطل العالم خمس مرات.
بعد المواجهة الملتهبة في ربع نهائي كأس العالم عندما تفوقت البرازيل 2-1 في فورتاليزا وخسرت هدافها نيمار مع كسر بفقرة ظهره إثر ركلة عنيفة من خوان كاميلو تسونيجا، يتواجه الطرفان لأول مرة في مسابقة كبرى بعد فوز برازيلي بشق النفس على البيرو 2-1 وخسارة كولومبية مفاجئة أمام فنزويلا 1-0.
وتبدو كولومبيا، الحالمة بلقبها الثاني بعد 2001، في حاجة ماسة إلى نقاط مباراة الخميس في سانتياغو، بحال أرادت مواصلة المشوار نحو ربع النهائي، خصوصا في ظل الضغط الذي تعرض له مدربها الأرجنتيني خوسيه بيكرمان الذي عجز عن قلب نتيجة مباراة فنزويلا لمصلحة “لوس كافيتيروس”، فيما سيرفع الفوز البرازيل إلى الدور المقبل. ويعتقد مدرب البرازيل كارلوس دونجا أن مقاربة كولومبيا لن تتغير أمام البرازيل برغم خسارتها افتتاحا: “لا اعتقد أن ذلك سيتغير كثيرا. عملت كولومبيا بجهد لثمانية أشهر ولن يتغيروا لمجرد نتيجة مباراة واحدة”.
وتابع دونجا الذي يفتقد خدمات صانع ألعاب تشيلسي الانجليزي أوسكار بسبب الإصابة التي حرمته أيضا من خدمات الظهيرين الهجوميين مارسيلو ودانيلو: “أي منتخب تعرض لنتيجة سلبية يواجه ضغوطات، لان كل من يرى الخسارة يطالب بتغيير كل شيء وبحال تحقيق الفوز فإن الأمور تكون على ما يرام. الشخص المسؤول يجب أن يتحلى بالهدوء والقدرة على معرفة التغييرات الضرورية”.
أما بالنسبة لبيكرمان، فكان واثقا من قدرة فريقه على التعويض أمام البرازيل، مضيفا “لن نغير أي شيء في أسلوب لعبنا (مقارنة مع المباراة الأولى) لأن جميع المنافسين مهمون جدا بالنسبة لنا”. وأصر لاعب وسط كولومبيا جيمس رودريجيز أن بلاده لا تفكر بالثأر، برغم معاناته جسديا في ربع نهائي كأس العالم حيث احتسب الحكم 54 خطأ في المباراة: “لا يتعلق الأمر بالثأر. ستكون مباراة مفتوحة أكثر بسبب أسلوب لعب البرازيل لكن يتعين عليهم أن يكونوا في وضع جيد للفوز علينا”.
وقال نجم ريال مدريد الأسباني: “خسارة فنزويلا أعادتنا إلى ارض الواقع. الآن بتنا ندرك أن الفوز على البرازيل فقط سيساعدنا”. وتابع: “حاولنا أن نلعب أمام فنزويلا على غرار كأس العالم لكن لم ننجح. كان يوما سيئا جدا”. ورأى جيمس أنه سيتعرض لرقابة لصيقة: “يتعين علي أن أكون صبورا وألعب بطريقتي، أبحث عن الثغرات لخلق اللعب”. وعلق جيمس على أداء المهاجم البرازيلي نيمار الذي قدم مباراة رائعة أمام فنزويلا: “يقدم أداء مذهلا”.
وسيجدد نيمار، القادم من موسم خارق مع برشلونة الاسباني، الموعد مع تسونيجا الذي لعب أساسيا في المباراة الأولى ضد فنزويلا، علما بأن الأخير شارك أيضا في اللقاء الودي الذي أقيم في سبتمبر/أيلول الماضي وانتهى بهدف وحيد سجله نيمار بالذات. وتسعى البرازيل، الباحثة عن لقب تاسع في المسابقة القارية، أن تقدم أداء جماعيا وليس الاعتماد فقط على نيمار، إذ وصفت الصحف المحلية “سيليساو” بأنه يقتصر على نيمار وعشرة لاعبين آخرين، في ظل الأداء المحبط من باقي اللاعبين أمام البيرو عندما احتاجت البرازيل إلى هدف قاتل من دوجلاس كوستا لخطف نقاط المباراة الثلاث.
برغم ذلك، أصر دونجا أن الفوز على البيرو جاء نتيجة اللعب الجماعي: “كان نيمار حاسما لكن باقي اللاعبين أيضا، بينهم داني الفيش وميراندا ودوجلاس كوستا”. وكان الفوز على البيرو الحادي عشر على التوالي للبرازيل منذ كأس العالم البرازيل 2014 FIFA عندما تعرضت للإذلال أمام ألمانيا 7-1 في نصف النهائي، قبل خسارة مباراة تحديد المركز الثالث أمام هولندا 3-0.
وفي المباراة الثانية، تبدو فنزويلا الطامحة لبلوغ الدور ربع النهائي للمرة الثالثة على التوالي وفي تاريخها (حلت خامسة في 1967 لكن البطولة كانت بنظام المجموعة وتوجت الأوروجواي بعد تصدرها إياها) في موقع جيد عندما تواجه البيرو في فالبارايسو.
وحذر مدربها نويل سانفيسنتي لاعبيه من ضرورة البقاء على الأرض وعدم الانجراف بعد فوزهم المهم جدا على كولومبيا، مضيفا: “حققنا فوزا هاما جدا بالنسبة لبلدنا ونريد أن نجلب المزيد من السعادة لشعبنا. جئنا إلى هنا من اجل التأهل إلى الدور التالي. كل مباراة مهمة وهذه مجموعة صعبة، وبالتالي يجب أن نقدم أفضل ما لدينا من أجل التأهل”. وتابع “لقد فزنا على احد المنتخبات المرشحة (للقب) وهذا الأمر منحنا ثقة كبيرة”.