ليونيل ميسي .. أسطورة من كوكب آخر

من لاعب يمتلك موهبة مبكرة إلى نجم استثنائي ثم إلى لاعب يشبه “لاعبي البلاي ستيشن”، والآن أصبح المهاجم الأرجنتيني ليونيل ميسي “نجما ساطعا من كوكب آخر” يستطيع بتوهجه وبريقه أن يحرق الأرقام القياسية واحدا تلو الآخر في عالم الساحرة المستديرة.

وفي طريقه إلى مرتبة الأسطورة في عالم كرة القدم، حطم ميسي رقما قياسيا جديدا ظل صامدا على مدار أربعة عقود كاملة حيث أصبح صاحب الرقم القياسي الجديد لعدد الأهداف التي يسجلها أي لاعب في عام ميلادي واحد. وأحرز ميسي هدفين قاد بهما برشلونة للفوز على مضيفه ريال بيتيس 2-1 مساء أمس الأحد في الدوري الأسباني ليرفع رصيده إلى 86 هدفا مع برشلونة والمنتخب الأرجنتيني في عام 2012 مقابل 85 هدفا لأسطورة كرة القدم الألماني السابق جيرد مولر الذي يستحوذ على هذا الرقم منذ عام 1972.

وقال ميسي، في تصريحات إعلامية بعد تحطيم رقم الأمس “كما قلت عدة مرات. تحطيم هذا الرقم له دلالة جيدة ولكن الأكثر أهمية هو تحقيق الفوز في المباريات”. وتشير تصريحات ميسي بعد مباراة الأمس إلى أنه لم يتنازل عن تواضعه المعهود رغم إنجازاته الشخصية المتتالية. وقبل أربعة أيام فقط، أصاب ميسي مشجعيه وعشاقه في كل مكان بالقلق اثر خروجه من الملعب على المحفة الطبية بسبب إصابته بكدمة في ركبته اليسرى قبل دقائق من انتهاء مباراة الفريق أمام بنفيكا البرتغالي.

وظن البعض في البداية أن إصابة ميسي خطيرة وأن عين الحسود أصابته لتحرمه من مواصلة انطلاقته الأسطورية وتحطيم رقم مولر. لكن النجم الأرجنتيني الساحر عاد بقوة وسجل هدفين في مباراة الأمس ليحطم الرقم القياسي لمولر ويعزز انطلاقة برشلونة الذي حطم قبلها الرقم القياسي لأفضل بداية لأي فريق في موسم بالدوري الأسباني على مدار تاريخ البطولة.

وحقق برشلونة أمس الفوز الرابع عشر له في 15 مباراة خاضها في المسابقة بالموسم الحالي بينما انتهت المباراة الوحيدة الأخرى بالتعادل. والحقيقة أن ميسي اقترب خطوة جديدة من رقم قياسي جديد ينتظره الجميع بعد أربعة أسابيع فقط حيث يتوقع أن يفوز الساحر الأرجنتيني بجائزة الكرة الذهبية لأفضل لاعب كرة قدم في عام 2012. وإذا أحرز ميسي الجائزة هذه المرة، سيكون العام الرابع على التوالي الذي يتوج فيه باللقب ويصبح أكثر اللاعبين حصدا لجائزة الكرة الذهبية على مدار تاريخها مما يؤكد أنه يعيد كتابة تاريخ الساحرة المستديرة.

وما زال ميسي في الخامسة والعشرين من عمره ولكن نهمه بلا حدود. ورغم ذلك ، يؤكد ميسي دائما “لا ألعب من أجل تحطيم الأرقام القياسية ولكن للفوز بالألقاب”. ورغم ذلك، يبدو من المستحيل عدم الحديث عن اللاعب دون الاهتمام بمثل هذه الإنجازات الشخصية التي يصعب على غيره الوصول إليها.

وقال جيرارد بيكيه نجم دفاع برشلونة، قبل أسابيع “ميسي لاعب من كوكب آخر وكريسستيانو رونالدو (مهاجم ريال مدريد الأسباني) هو أفضل لاعب من البشر”. كما قال تيتو فيلانوفا المدير الفني لبرشلونة “ميسي هو أفضل لاعب في العالم وفي التاريخ”. والشيء المؤكد أن ميسي يواصل اجتياز الإحصائيات والأرقام القياسية التي يتفوق بها على أساطير اللعبة مثل البرازيلي بيليه والأسباني الفريدو دي ستيفانو والأرجنتيني الآخر دييجو مارادونا.

ويكفي أن تنظر إلى الأرقام القياسية التي يستحوذ عليها ميسي لتستحوذ عليك الدهشة. ومن بين هذه الأرقام القياسية كان نجاحه في تسجيل 50 هدفا لبرشلونة في الدوري الأسباني الموسم الماضي ليحطم الرقم القياسي السابق الذي حققه البرتغالي كريستيانو رونالدو قبلها بموسم واحد فقط عندما سجل 40 هدفا للريال في الدوري الأسباني بموسم 2010-2011 .

كما حقق ميسي أكثر من رقم قياسي مع برشلونة منها تصدره قائمة أفضل الهدافين في تاريخ النادي الكتالوني برصيد 281 هدفا كما شارك مع الفريق للمرة الأولى وهو في السادسة عشر من عمره ليكون أصغر لاعب يرتدي قميص الفريق في دوري الدرجة الأولى بأسبانيا على مدار التاريخ.

وعلى مستوى مشاركته مع الفريق في دوري أبطال أوروبا، أحرز ميسي خمسة أهداف في المباراة التي فاز فيها برشلونة على باير ليفركوزن الألماني 7-1 ليصبح صاحب أكبر عدد من الأهداف في مباراة واحدة بدوري الأبطال. كما سجل في الموسم الماضي 14 هدفا ليعادل الرقم القياسي لعدد الأهداف التي يسجلها أي لاعب في موسم واحد بدوري الأبطال والذي ظل مسجلا باسم جوزيه ألتافيني نجم ميلان الإيطالي السابق منذ موسم 1962-1963 ولكن ميسي يتميز في أنه الوحيد الذي توج هدافا للمسابقة أربعة مواسم متتالية.

ويستحوذ ميسي على رقم قياسي آخر فيما يتعلق بتشكيلة الألقاب التي حققها في أقل من عشر سنوات احترف خلالها اللعب بالفريق الأول لبرشلونة حيث توج معه بثلاثة ألقاب في دوري الأبطال ولقبين في كأس العالم للأندية وخمسة ألقاب في الدوري الأسباني ولقبين في كأس ملك أسبانيا وغيرها من الألقاب. ولكن ما يفتقده ميسي بالفعل حتى الآن هو الفوز بلقب مع المنتخب الأرجنتيني وهو الهدف الأسمى الذي يسعى إلى تحقيقه حاليا بعدما اجتاز إنجاز المدفعجي مولر.

20