سيظل هاجسي الأكبر في تطور كرة القدم السعودية مرتبط بشكل أساسي بتطور الأنظمة واللوائح الكروية التي تعنى بهذه اللعبة الشعبية الأولى في المملكة ، وبحكم اطلاعي الواسع وعلى مدى سنوات طويلة على مكونات هذه الأنظمة واللوائح دوليا وقاريا وعربيا ومحليا أؤكد لمن يقرا هذه الأسطر أن أساس مشكلة تطور هذه اللعبة لدينا يرتبط بشكل مباشر بعدم ممارستنا الحقيقية في التعامل مع الأحداث لما تنص عليه الأنظمة واللوائح ، وتعاني لوائحنا بشكل عام من القدم والضعف في البناء والنقص وفي الصياغة وفي التحديث المتواصل ، وتحتاج إلى خبرات كروية مؤهلة لإعادة صياغتها وهذا للأسف ليس موجود حتى اللحظة .
وكما يردد أهل الاختصاص “الفيفاويون” الذين لهم باع طويل في تطوير اللعبة عبر الفيفا فان كرة القدم ” تنظيم ” ويديرها بشكل أساسي من عمل في الأندية والاتحادات الوطنية ويؤكدون أن من يدخل هذا المجال بشكل غير طبيعي فانه يخرج منه بشكل غير لائق وهناك الكثير من القصص والأحداث التي تؤكد ذلك ، ولا يقبل الفيفا من يعمل في إدارة كرة القدم لديه أو في لجانه أعضاء جاءوا من خارج هذا الوسط .
ولو استطاع أي رئيس قادم لاتحاد الكرة السعودي أن يرسخ لدى الوسط الكروي السعودي بكافة ألوانه وأشكاله وأطيافه وعناصره حب التعامل مع الأنظمة واللوائح وتطبيقها وممارستها فان ذلك سيكون عملا جبارا وعظيم في مجال إدارة اللعبة سيسجله التاريخ لذلك الرئيس .
إن هذه الأنظمة واللوائح التي اشتغل عليها الفيفا قرابة القرن حتى وصلت إلى ما هي عليه اليوم تحتاج من الاتحادات الوطنية فقط القراءة والتفعيل والممارسة والتطبيق واخذ ما يناسب منها لكل اتحاد محلي .
عمليا ليس ظاهرا أمامي أن النظام الأساسي للاتحاد السعودي لكرة القدم سيتم اعتماده من قبل الجمعية العمومية التي لا اعلم متى ستعقد ولا أراها قريبه في المنظور العام وبالتالي فان اللوائح المنبثقة عن هذا النظام غير المعتمد يجب أن يتوقف العمل بها فورا حتى يتم اعتماده أولا وبالتالي أيضا فان إقامة المسابقات بدون أنظمة ولوائح والاعتماد فقط على أشياء قديمة مكتوبة فيه الكثير من المخاطرة والعظيم من الزلل وهذا كله كلام نظري لا يهم الجمهور أو الإعلام أو المتابعين عن بعد لان المباريات سوف تلعب ولن تتأثر بلائحة قديمة أو جديدة فنحن لا ندقق كثيرا في التغييرات التي تحدث ولدينا من السطحية الإعلامية ما يكفي لان نتجاوز أمور حساسة ومفصلية كهذه وان نتحدث عن ألوان الفرق وشكل الديكور ونزول الفريقين من الوسط أو من الجانبين أكثر من الحديث عن أمور أساسية مثل صلاحية النظام الأساسي وفقا للمعايير الدولية ومتطلبات فيفا وحداثة اللوائح وتطابقها مع متطلبات المرحلة , تخيلوا لو قرر الفيفا لأي سبب خصوصا بعد موجة الاستقالات الأخيرة تعليق عضوية الاتحاد السعودي حتى يتم اعتماد النظام الأساسي واللوائح التفسيرية !؟ ما الذي سيحدث ,,,؟
إنني أتمنى على الأستاذ القدير احمد عيد رئيس الإدارة المؤقتة للاتحاد العربي السعودي لكرة القدم أن يقوم فورا باتخاذ خطوات عملية لإصلاح الوضع وسوف أقدم له خارطة طريق للمساعدة في ذلك من خلال خبرتي المتواضعة وذلك بترتيب الأولويات حسب متطلبات الفيفا :
أولا : حيث أن مدة التسعين يوما التي تمنح لأي اتحاد محلي تم حله قد انقضت قبل أسبوع في 29 مايو 2012م ، فان المهم الآن اخذ موافقة فيفا على التمديد لمدة عام كامل حتى تكون الأمور واضحة وتعطي الإدارة المؤقتة بعض الوقت والصلاحيات لاتخاذ بعض القرارات وخاصة في الموسم القادم وان لا يكون هناك أي راتباك إداري أو إجرائي قد يحدث هزه في منتصف الموسم .
ثانيا : تكوين لجنة من خبراء كتابة اللوائح الكروية بشكل عاجل للبدء في إعادة كتابة النظام الأساسي الذي وافق عليه الفيفا ولم تعتمده الجمعية العمومية حتى الآن ( الفيفا يوافق على صلاحية النظام ولا يعتمده لأي اتحاد محلي والذي يعتمده هو الجمعية العمومية في الاتحاد المحلي ) وذلك لما يعتريه من نقص في المواد وضعف في البناء وأخطاء في اللغة والصياغة والشكل والإخراج ليكون على الأقل قريب من النظام الأساسي للشقيقة دولة الإمارات العربية المتحدة ولا نقول النظام الأساسي للاتحاد الألماني مثلا ، وتمنح هذه اللجنة مدة شهرين لإتمام إعادة كتابة النظام الأساسي وتعطي أيضا مدة أخرى لإتمام كتابة لائحة الانتخابات وفقا للقانون القياسي لانتخابات الاتحادات الوطنية الصادر عام 2007م .
ثالثا : يتم الدعوة لعقد جمعية عمومية غير عادية للموافقة على النظام الأساسي بشكله النهائي إما في شوال أو ذوالقعدة لعام 1433هـالموافق سبتمبر / اكتوبر 2012م ويتضمن جدول أعمال الاجتماع الموافقة على تشكيل لجنة الانتخابات للاتحاد السعودي لكرة القدم واقترح أن يتم تعيين الأستاذ عبدالرحمن بن دهام الأمين العام السابق للاتحاد رئيسا لهذه اللجنة وهو صاحب خبرة ثرية وتجربة عميقة سيكون وجوده مهما في هذه المرحلة .
رابعا : إعطاء لجنة كتابة اللوائح الكروية مزيدا من الوقت لإعادة كتابة بقية اللوائح الخاصة باللعبة مثل لائحة المسابقات ، لائحة الانضباط وغيرها ولا يمنع من مشاركة احد القانونيين في أي لجنة حسب رغبتها وطلبها.
خامسا : يتم بعد ستة أشهر من الجمعية العمومية السابقة عقد الجمعية العمومية الخاصة ( غير العادية ) باختيار أعضاء مجلس إدارة الاتحاد وهذا سيكون بإذن الله في شهر ربيع ثاني او جماد اول من عام 1434هـ الموافق لشهر مارس 2013م ( وهذا الفارق الزمني بين الجمعيتين متطلب أساسي في قانون الانتخابات للاتحادات الوطنية الصادر من فيفا ولا يمكن تجاوزه ) .
سادسا : لابد من إصدار نشرة توضيحية لمن يحق لهم دخول سباق الترشح لرئاسة الاتحاد وهل هذا يقتصر على مرشحين من قبل الأندية أو مرشحين مستقلين ممن سبق لهم العمل بالأندية من خلال التقدم إلى أمانة الاتحاد في الأوقات المحددة ، وهل سيكون الاقتراع على الرئيس ثم النائب ثم الأعضاء أو الرئيس والأعضاء فقط ويتم ترشيح النائب في أول اجتماع للمجلس بعد تشكيله .
سابعا : للتوضيح فقط فان اللجان القضائية في فيفا يتطلب أن يكون رئيس اللجنة ونائب الرئيس لديهم تأهيل قانوني أما بقية الأعضاء فإنهم من الإداريين والتنظيميين الكرويين وممن عملوا في الاتحادات والأندية ولم يحدد فيفا نوعية التأهيل وهل المقصود درجة علمية أو دورة متخصصة لمدة ثلاثة أشهر أو ستة أشهر في مجال القانون الرياضي ..
بقلم / علي حمدان
أكاديمي وناقد متخصص في كرة القدم