أدرك أن العنوان مستفز للهلاليين؛ لكنه أحد احتمالين لا ثالث لهما حين يواجه الفريق النصر بعد غد في نهائي أغلى الكؤوس، لكنني هنا لا أفكر بالطريقة التي يفكر فيها المشجع الهلالي، وإنما أقدم استقراء لما ربما تكون عليه الأمور في حال الفوز بالكأس أو خسارته.
سأبدأ من حيث الحفاوة التي لقيها قرار تنصيب الأمير نواف بن سعد رئيساً للهلال للاعوام الأربع المقبلة من قبل أنصار النادي، والسرعة التي اتخذ فيها، إضافة إلى استظهاره على أنه خيار جمعي لكبار الشرفيين فقد كان كل ذلك مهماً جداً؛ خصوصاً في هذه الانعطافة الخطيرة التي يمر بها القطار الأزرق.
الاختلاف أو حتى التلكؤ أو التأخير كان يمكن أن يدخل النادي في حسابات معقدة، خصوصاً وأن المرحلة الانتقالية التي مرّ بها منذ استقالة الأمير عبدالرحمن بن مساعد كانت كافية لترتيب الأمور في البيت الهلالي، لكن ذلك لم يحدث، ومن حسن حظ الهلاليين أن فترة الأشهر الثلاثة التي قضى فيها محمد الحميداني رئيساً مكلفاً مرت بسلام بل بنجاح كبير.
رئاسة الحميداني على قصر مدتها فقد كانت بمثابة إسفنجة كبيرة امتصت كل الفوضى التي اجتاحت النادي سواء إدارياً أو فنياً أو جماهيرياً بل حتى على مستوى النتائج حيث عبر الفريق بنجاح باهر إلى الدور ربع النهائي من دوري أبطال آسيا وبلغ المباراة النهائية لكأس الملك، ولأي هلالي أن يتخيل الآن لو أن الأمور سارت عكس ذلك؛ خصوصاً وأن الاحتمالات كانت أقرب إلى أسوئها، حتماً فإن الأمور ستكون أشبه بزلزال شديد.
الوضع في قابل الأيام حين يتسلم نواف بن سعد الرئاسة رسمياً سيكون جيداً؛ خصوصاً وقد هدأت العاصفة التي ضربت البيت الأزرق وعصفت بمن فيه، بل سيكون نموذجياً بالنسبة له حين يستطيع الفريق الظفر بكأس الملك، فهو بذلك سيحقق اللقب الغالي الذي غاب عن خزانته طويلاً، وسيكتب في سجله الفخري منجزاً جديداً، ليس على صعيد الأرقام، بل على الصعيد الشرفي بفوزه بأول كأس تحمل اسم الملك سلمان، فضلاً عن أن الإطاحة بالغريم النصراوي في النهائي يحمل أبعاداً كبيرة خصوصاً في هذه المرحلة؛ ما يعني أنه سيبدأ مرحلة غاية في الطمأنينة بالتحضير لموسم لو أنه رسم السيناريو له لما جاء بهذا المشهد الرائع.
ذلك هو التصور الوردي للمرحلة، لكن ماذا لو سألنا الآن كيف سيكون الوضع لو خسر الفريق؟، وهو سؤال قائم ومحتمل، ومن المؤكد أنه قد طرق رأس الرئيس الهلالي المنتظر وبقوة، والجواب بقدر ما فيه من ألم لكن ينبغي أن يكون حاضراً الآن في جيبه، حتى لا تأتي اللحظة التي يقول فيها: وماذا بعد؟
في ظني بقدر ما في الخسارة من انعكاسات سلبية قد تجعل الأجواء الهلالية أقرب إلى السوداوية منها إلى الضبابية، لاسيما في ردّات فعل جماهير “الزعيم” المحتقنة، ومعها بعض الإعلام الأزرق المتشنج، حيث لم يعودوا يحتملون أي إخفاق جديد؛ لكن مقتضيات الظرف الراهن كفيلة بأن تزيح تلك الغيوم التي ستتلبد سريعاً حيث لن يصاب الرئيس الجديد بأي شظايا من الانفجار الذي ربما يحدث، ما سيجعله في مصاف المنقذ وليس المتسبب، وهو أمر مهم جداً، لكنه حتماً سيكون في الموسم المقبل كمن يسير على أرض جليدية؛ إذ لن يكون مقبولاً منه أي سقوط بل أي تأرجح، وهنا تكمن الصعوبة والخطورة معاً، ومشروعية سؤال العنوان: ماذا لو خسر الهلال كأس الملك؟!
عن الرياض