غضب الهلاليون عندما كتبت تغريدة قلت فيها “بصراحة.. وعقلانية.. من صالح الهلال أن يغادر البطولة حتى يبدأ موسمه الجديد بلا أحمال.. الفريق منهك ويحتاج أن يبدأ موسمه بلا فواتير”، غضبة الهلاليين تنقسم إلى أقسام، الأغلبية منها عاطفية نظرت إلى التغريدة تقليلا من الأزرق الكبير، ولا تليق به، والقسم الثاني من العاطفيين تسكنهم نظرية المؤامرة ويعتقدون أن كاتب التغريدة يريد تثبيط عزائم الرجال الزرق قبل مواجهة بيروزي الإيراني في مباراة الرد لحساب الدور ثمن النهائي.
القسم الثالث عقلانيون ومنهم من اتفق معي وهم قلة، وآخرون يرون في التغريدة مبالغة، خاصة أن دوري الأبطال يلعب على موسمين، ما يعني أن الأمور الزرقاء تملك مساحة من الوقت لتعديلها قبل الأدوار المتقدمة في البطولة، وهذا رأي مقبول ومحترم يستحق النقاش.
الأزرق العاصمي في المواسم الأربعة الماضية، يعاني كسلا كبيرا في أوصاله، ولديه من المشكلات الإدارية والفنية ما يحتاج إلى وقت أطول للاستشفاء، وإعادة ترتيب الأولويات والأهداف من جديد، للتو ودع الهلاليون إدارة عبد الرحمن بن مساعد بعد كثير من العواصف والرياح والأزمات، انتهت بتقديم مجلس الإدارة بالكامل استقالته، وتكليف إدارة مؤقتة، وللتو خرج الهلال من الدوري الرابع دون لقب وبمستويات فنية متأرجحة، وخسر ثالث نهائي في عامين، ما أحدث هزة في الثقة بين المدرج الأزرق والفريق الكبير بتاريخه.
في الفريق الهلالي الحالي تبدو الصورة غير واضحة في أهم مقعدين لأي فريق يتطلع للمنافسة، مقعد الرئيس الذي لن يحسم قبل منتصف رمضان، ومقعد المدرب، وللتو أكمل الهلال عقدا من الزمان وهو يحاول ترويض البطولة الآسيوية العصية في نسختها الجديدة ولم يفلح.
كل ما سبق فواتير ضخمة، تحتاج إلى مراجعة عقلانية دقيقة يتجرد صاحبها من العاطفة وترديد الشعارات الحماسية، ويبدأ في صياغة الأهداف من جديد، ويعود إلى المربع الأول للانطلاق مجددا.
جماهير الكرة، لا يعترفون بنوعية هذا العمل، يريدون بطولة، وشعارهم الدائم “قدام”، يتكئون فيه على التاريخ والماضي، ولا يقرّون بمتغيرات الحاضر، ولذلك ليس من السهولة قيادتهم، وليس من الحكمة ترديد الشعارات خلفهم بلا هدى.
قد يمضي الهلال في البطولة الآسيوية ويحققها، ونسبة حدوث ذلك ضعيفة للغاية، فالفريق الحالي لا يستطيع القتال على جبهات متعددة، وإذا ما خسرها فإن الضربة ستأتي مضاعفة في الموسم المقبل وتحرق الآمال في البطولات المحلية.
من الحكمة، أن يتخلى الهلال الحالي عن بعض طموحاته، ويزيل عن كاهله بعض أحمال الماضي القريب، ببداية جديدة، يكون الهدف الأول فيها لقب الدوري العام المحلي، وبلوغ الأدوار الإقصائية من دوري الأبطال في نهاية الموسم، سيغضب العاطفيون أكثر بعد هذا المقال، أما العقلانيون فيكفي أن يفكروا فيه حتى إن لم نتفق.
بتال القوس
عن الاقتصادية