بدأ فلورنتينو بيريز يخطط لمستقبل ريال مدريد خلال السنوات القليلة المقبلة، ولكن بدون مدربه الحالي جوزيه مورينيو. ووفقا لما ذكرته تقارير وسائل الإعلام الأسبانية هذا الأسبوع، فإن بيريز أحد أغنى رجال الأعمال في أسبانيا بسبب ما يملكه من شركات بناء يضع حاليا بالفعل خطط حملته الانتخابية الجديدة لرئاسة ريال مدريد من جديد في صيف 2013 فيما سيكون فترة رئاسية رابعة تمتد لأربعة أعوام أخرى.
ومازال بيريز (65 عاما) يتمتع بشعبية كبيرة بين جماهير ريال مدريد وأعضاء النادي، رغم التعثرات التي تعرض لها الفريق بقيادة مورينيو. وقام بيريز مؤخرا بتغيير لوائح ريال مدريد الداخلية بما يصعب على أعضاء النادي الترشح لمنصب رئيس النادي، لذا لا يتوقع أن يواجه منافسة كبيرة عندما يترشح لفترة رئاسية جديدة الصيف المقبل.
ورغم ذلك، لا يريد بيريز أن يترك شيئا للصدفة، وبدأ يعد لحملة انتخابية قوية تعتمد على إعادة تصميم ستاد “سانتياجو بيرنابيو” وتعيين مدرب جديد إلى جانب ضم نجوم جدد لصفوف الفريق. ويوجد لدى بيريز خطة طموحة لبناء سقف متحرك فوق “استاديو بيرنابيو” ولزيادة الدخل عن طريق بناء المزيد من المحال التجارية والمطاعم حول الاستاد الأسطوري.
أما بالنسبة لمدرب الفريق، فقد زعمت صحيفة “ماركا” المدريدية القريبة من بيريز أن رئيس ريال مدريد سئم من حملات مورينيو المستمرة سواء ضد أعدائه الداخليين، من لاعبين وموظفين بالنادي، أو أعدائه الخارجيين مثل الحكام ووسائل الإعلام واتحاد الكرة الأسباني. بينما زعمت صحيفة “آبولا” البرتغالية الرياضية أمس الجمعة أن بيريز مصر على الاستمرار مع مورينيو حتى نهاية عقده في 2016، ولكن الإعلام الأسباني مجمع على أن المدرب البرتغالي سيترك منصبه في ريال مدريد في حزيران/يونيو 2013 إن لم يكن قبل ذلك.
ويحتل ريال مدريد المركز الثالث بترتيب الدوري الأسباني بفارق 11 نقطة خلف برشلونة، بينما أنهى مشواره في دور المجموعات ببطولة دوري أبطال أوروبا في المركز الثاني بمجموعته. ومنح بيريز لمورينيو صلاحيات داخلية تفوق ما حصل عليه أي مدرب سابق بريال مدريد، ولكن يبدو أنه يشعر بخيبة الأمل الآن لأن المدرب البرتغالي استغل هذه الصلاحيات في صراعاته ضد أعدائه الداخليين، مثل خورخي فالدانو الذي أقيل من منصبه كمدير للكرة بريال مدريد في 2011 بإصرار من مورينيو، بدلا من استغلالها في بناء فلسفة وهيكل متماسك بالنادي. ويبدو أن بيريز منزعج بصفة خاصة من حملة مورينيو الحالية ضد ألبرتو توريل مدرب فريق ريال مدريد للشباب الذي ينافس بدوري الدرجة الثانية.
وأشارت “ماركا” إلى أنه حتى الفوز بدوري الأبطال لن ينقذ مورينيو من الإقالة في حزيران/يونيو. وأظهر استطلاع للرأي أجرته صحيفة “آس” المدريدية بموقعها على الإنترنت هذا الأسبوع أن غالبية القرآء يفضلون استبدال مورينيو بمدرب ألمانيا يواخيم لوف. ومن بين المرشحين أيضا لخلافة مورينيو في ريال مدريد مدرب إيطاليا السابق مارشيللو ليبي ومدرب باريس سان جيرمان الفرنسي كارلو أنشيلوتي ومدرب فرنسا السابق لوران بلان ومدرب تشيلسي الإنجليزي رافاييل بنيتيز ومدرب أشبيلية الحالي ميتشل وأخيرا، ومفارقة المفارقات، توريل.
وفي الوقت الذي يسعى فيه بيريز للتخلص من مورينيو، يسعى رئيس ريال مدريد أيضا لإبقاء النجم البرتغالي كريستيانو رونالدو بالنادي رغم تصريحات اللاعب في وقت سابق بهذا الموسم بأنه يشعر بالحزن والإحباط في ريال مدريد. وذكرت وسائل الإعلام أن بيريز مستعد لزيادة راتب رونالدو كما يريد ولكن بعد أن يتمكن في البداية من التخلص من صفقته الباهظة كاكا، الذي لم يحقق النجاح المنتظر منه مع الفريق.
ويبدو أن بيريز لا يريد خوض حملته الانتخابية وسط المحافظة على رونالدو واستقدام مدرب جديد وحسب، وإنما سيسعى أيضا لضم عدد من الأسماء اللامعة للفريق. وذكرت صحيفة “موندو ديبورتيفو” أن هذه الأسماء تتضمن راداميل فالكاو من أتلتيكو مدريد وماريو جوتسه من بوروسيا دورتموند وديفيد سيلفا من مانشستر سيتي. بينما اقترحت صحف أخرى اسم المهاجم فيرناندو يورنتي، الذي يمر بصعوبات مع ناديه أتلتيك بلباو.