صفق العالمي وطار ببطولة دوري «جميل2» للعام الثاني على التوالي بعد تأكيد فوزه على جاره الهلال في ديربي الرياض بهدف محمد السهلاوي وتعادل الأهلي الوصيف مع التعاون بجدة.. وجاء فوز النصر بقمة شديدة التعقيد والحساسية.. حيث أزال الكثير من غموض صراع الصدارة.. وطوى دفاتر الحسابات والتحديات والاحتمالات.. وأخمد العواصف والرياح.. وأراح الأعصاب.. ونسف كل المراهنات والتوقعات.. وحسم لقب الدوري قبل أسبوع من انتهائه.. وضرب عشرة عصافير في حجر واحد.
1- فوز النصر المؤزر منحه التتويج ببطولة دوري جميل للسنة الثانية على التوالي وأحبط دور «الدوبلير» الهلالي في دفع ورفع الأهلي.
2- فارق النقطتين أجبر العالمي أن يعيش بقلق مرير ويتقلب على جمر الأسابيع الستة الأخيرة وكان أمامه خيار واحد أن يفوز في جميع مبارياته وحينها وعد رئيس النصر فيصل بن تركي قائلاً «سنكمل كل المباريات المتبقية بالفوز وسنتوج ببطولة الدوري» وكان (كحيلان) عند وعده وهكذا يكون كلام الرجال بالأقوال والأفعال.
3- الهلال كان يريد أن يُصفّي كل حساباته مع النصر دفعة واحدة ويقوم بدور «الدوبلير» خدمة للأهلي لكن النصر حول الحسابات إلى أضغاث أحلام وأوهام ونجح (رغم النقص) بإحباط المخطط الهلالي والمفخخ.. وألغى قدرة الزعيم على التعطيل والعرقلة.. وأغلق باب الكيدية والتشفي.. ومزق خرائط (المنع) للنصر.. و(المنح) للأهلي.
4- فرض على الأهلي خيبة مأساوية وبخّر كل آماله وأحلامه وأثبت فارس نجد تمسكه الكامل بمفاتيح قواعد اللعبة وبمجد الزعامة على مدى 24 أسبوعاً وحول مباراته الأخيرة أمام الشباب إلى مهرجان للتتويج بغض النظر عن النتيجة.. ودفع بالراقي لنفق مظلم وأعاده إلى المتاحف.
5- العالمي سطّر صفحة جديدة بفوزه الثاني هذا الموسم على غريمه الهلال (ذهاباً وإياباً) ومضغ وهضم الزعيم في أحشائه وأقعده ملوماً محسوراً يلعق جراحه ويقوم برقعة جيبه المثقوب.
6- هزيمة الزعيم المزدوجة أثارت غضب وسخط اللاعبين ففقدوا أعصابهم في الشوط الثاني مما أدى لطرد مستحق لـ (الجحفلي وكريري والدوسري) كما زادت الهزيمة من هموم وإحباط جماهير الهلال والأهلي.
7- فوز النصر ببطولة الدوري عزز من قيمة وقدرات المدرب الأورجوياني الحالي خوسيه داسيلفا ومواطنه مدرب النصر في الموسم الماضي دانييال كارينيو الأمر الذي ربما يدفع بعض الأندية الخليجية للاستعانة بمدربي الأورجواي.
8- الخائفون على النصر.. والخائفون من النصر كانت غالبيتهم يسلمون بأن العالمي لن يفرط في دوري تسيده عبر 24 جولة وهذا ما حصل وسيتوج مساء يوم الجمعة المقبل بعد مباراته الأخيرة أمام الشباب (تحصيل حاصل) في الرياض.
9- الظروف القاسية التي طوقت النصر قبل لقاء الهلال كانت مدمرة بعد غياب ثلاثة من أركان الفريق (غالب وهوساوي والفريدي) وبعد خروج النصر من التصفيات الآسيوية لكنه تغلب على جراحه وفرض حقائق وأفكار وفلسفات.. وأوجد مفاهيم لقواعد لعبة جديدة على الأرض.
لولا فوز النصر على الهلال وتعادل الأهلي (الوصيف) على أرضه أمام التعاون لوجدنا العالمي يتقلب إما على (جسر) من الجمر الشبابي.. وإما على (مشعل) اتحادي ينير طريق النصر إلى البطولة.. لكن فارس نجد حسمها وركل الهمّ والغمّ.. وإلى اللقاء.