تحوّل فريق لخويا إلى حالة خاصة ونموذجا يحتذى ليس على المستوى القطري فحسب بل على المستوى الخليجي أيضا.
جاء إحراز لخويا لبطولة كأس قطر الاسبوع الماضي بعد فوزه على الجيش في المباراة النهائية ليؤكد ان محافظة الفريق على لقب الدوري هذا الموسم لم تأت من فراغ بل نتيجة استقرار إداري وفني قل نظيره. وهذا ما جعل النادي القطري يخترق الحواجز القياسية بعد حصده اربع بطولات دوري (2010-2011 ، 2011-2012 ،2013-2014 ، 2014-2015) في خمس سنوات.
ويرى المراقبون أن الاوان قد حان لكي تتحول بوصلة الفريق الى احراز لقب بطولة دوري أبطال آسيا التي لا تبدو بعيدة المنال تحديدا هذا الموسم في ظل العروض القوية التي يقدمها لخويا في دور المجموعات والتي جعلته قاب قوسين أو أدنى من بلوغ دور الـ16 بعد تصدره للمجموعة الاولى متفوقا على بيروزي الايراني والنصر السعودي وبونديوكور الاوزبكي وهو يحتاج الى نقطة في مباراته المقبلة مع النصر غدا الاربعاء ضمن الجولة الاخيرة .
ولا يختلف إثنان ما للمدرب الدنماركي مايكل لاودروب من دور مؤثر في توفير هذا الاستقرار، فقد أثبت لخويا انه كان موفقا جدا في اختيار لاودروب الذي سبق له ولعب مع العديد من الأندية الشهيرة مثل برشلونة وريال مدريد ويوفنتوس قبل ان يستقطب الأنظار في قطر بما حققه مع لخويا من تطور ملحوظ على المستوى الفني ليكون بذلك هو من مهد للوصول الى ما وصل إليه الفريق حتى الآن من خلال إنجازه الثنائي وطموحه ايضا بتحقيق كأس أمير قطر .
لكن يبدو ان لخويا، وفي حال نجاح الفريق في التأهل الى الدور ربع النهائي من دوري ابطال آسيا هذا العام قد يكون مضطرا للبحث عن مدرب جديد بخاصة ان مدربه لاودروب كان قد ألمح الى عدم استمراره ونيته أعتزال التدريب رغم العروض الكثيرة التي انهالت عليه طوال الموسم الجاري. ويكتفي امين السر العام في النادي عدنان العلي في تعليقه على موضوع استمرار لاودروب من عدمه بالقول :” بالطبع نتمنى ان يستمر المدرب خاصة انه مدرب متميز للغاية” . ويرى العلي ان لخويا امامه مشوار آسيوى صعب ويستعد من الآن لمباراة مصيريه فى دورى أبطال آسيا.
ويطمح لخويا الى معانقة المجد الآسيوي الذي بقي حكرا على المستوى المحلي على فريق السد بعدما سبق لـ”زعيم” الكرة القطرية ان توج بلقب البطولة الآسيوية مرتين سابقا (1989 و2011)، وتبدو الصورة مهيأة للسد ولخويا على حد سواء هذا الموسم الذهاب بعيدا في المنافسة على اللقب. وهذه هي المرة الرابعة التي يشارك فيها لخويا في دوري الأبطال، وحقق أفضل نتائجه في نسخة 2013 عندما بلغ الدور ربع النهائي قبل أن يخرج امام جوانجزو الصيني الذي احرز اللقب في العام نفسه ، فيما اكتفى في نسختي 2012 و2014 بالخروج من الدور الاول.
ويكمن سر نجاح لخويا هذا الموسم ايضا الى الاستقرار على صعيد اللاعبين ايضا، حيث ابقى الفريق على محترفيه الأربعة ولم يجرِ أي تعديلات أو تغييرات في فترة الانتقالات الشتوية خلال شهر يناير/كانون الثاني الماضي، وهو من الأندية القليلة التي استقرت على محترفيها وهم التونسي يوسف المساكني والاسباني تشيكو فلوريس والكوري الجنوبي نام تاي هي والسلوفاكي فلاديمير فايس.
نادي لخويا تأسس رسمياً عام 2009 وبدأ في بطولة دوري الدرجة الثانية اثبت حضوره القوي وصعد الى دوري النجوم من أول موسم له من بعد التأسيس ليتمكن في اول موسم له في دوري النجوم من احراز اللقب تحت قيادة المدرب الجزائري جمال بلماضي الذي قاده أيضا في العام التالي الى المحافظة على لقبه بطلا للدوري .
ويبدو ان إدارة النادي برئاسة الشيخ عبد الله بن ناصر آل ثاني تتطلع بطموح كبير في مجال الرياضة عامه وكرة القدم خاصة وتعمل جاهدة على وضع الخطط والاستراتجيات للمدى القريب والبعيد لشريحة كبيرة من الشباب من خلال تشجيعهم وتحفيزهم ورعايتهم وذلك لبناء جيل قوي ومنحهم المزيد من الفرص حيث تم تاسيس قطاع للبراعم والفئات السنية المختلفة وذلك ليكون رافداً يمد الفريق الاول والمنتخبات الوطنية بلاعبين مميزين.
ويبدو ان لخويا يتعهد بصناعة تاريخ مجيد حيث يعتمد على أسس ومبادئ علمية وخطوات دقيقة في القرارات المصيرية ، ولا شك ان وصول النادي الى ما وصل اليه في فترة وجيزة يؤكد أن الادارة لديها القدر المناسب من الدراية.
واذا ما واصل النادي على هذا المنوال فانه سيمتلك ، القاعدة الادارية والارث، التي ستبني عليه الأجيال المقبلة التي ستتعاقب على النادي.