تبقت جولتان فقط على انتهاء دوري جميل للمحترفين هذا الموسم، وتعتبران بمثابة جولتي حصاد دوري كامل، ولا يزال الصراع على اشده والتنافس شديدا بين المتصدر النصر ووصيفه الاهلي، وما زال الفارق النقطي نقطتين فقط منذ الجولة العشرين.. فالنصر متمسك ويعض على الصدارة منذ الجولة التاسعة، أي منذ 21 جولة، وكان الفارق النقطي بينه وبين الاهلي 5 نقاط حتى الجولة الـ19، وكان بإمكانه الحفاظ على هذا الفارق أو زيادته الى 8 نقاط في الجولة الـ 20، إلا ان الاهلي أكد انه فريق يطمع في الفوز ببطولة دوري جميل؛ عطفا على مستواه الجميل، واستطاع ان يقلب تأخره أمام النصر بهدفين الى فوز كبير قوامه اربعة اهداف، وكان للعقيد عمر السومة النصيب الاكبر بهاتريك ولا أروع، ومستوى خرافي بقيادة مدربه السويسري جروس الذي وضحت بصماته على اداء لاعبي فريقه كمدرب يرفض الخسارة، وزرع ثقافة الفوز في لاعبي فريقه، وليست هذه المباراة الاولى ولا الاخيرة التي قلب فيها جروس الخسارة الى فوز او تعادل في أسوأ الاحتمالات، وتفهم لاعبو الاهلي دقة الساعة السويسرية وجودتها.
ليس هناك حديث في الشارع الرياضي السعودي سوى عن ديربي الرياض بين النصر والهلال، وديربي جدة بين الاهلي والاتحاد، على اعتبار ان نتيجة هاتين المباراتين تحدد هوية بطل دوري جميل، خصوصا ديربي الرياض المثير؛ لأن تعادل النصر أو خسارته قد تضيع عليه فرصة عمره في الحفاظ على لقبه كبطل لدوري جميل، ويبقى امله في تعثر الاهلي امام غريمه الاتحاد في الجولة الاخيرة، فالاهلي يأمل ان يتعثر النصر امام الهلال الذي يرغب في الثأر من خسارته في الدور الاول، على امل الحفاظ على المركز الثالث وتأكيده، فهو سيدخل المباراة بأعصاب هادئة عكس الفريق النصراوي الذي يعتبر هذه المباراة مفتاح ومهر بطولة دوري جميل، ويدخلها بأعصاب متوترة جدا؛ خوفا من الخسارة وحتى التعادل؛ لأن هناك الاهلي المتربص الذي يخوض مباراة سهلة مع التعاون، مقارنة بديربي الرياض، وأتوقع – والعلم عند الله – ان الحسم سيكون في الجولة الاخيرة خصوصا ديربي جدة المنتظر.
الواقع يقول: ان النصر يملك كل الفرص لتحقيق لقب دوري جميل، بحكم فارق النقطتين بينه وبين الاهلي، لذلك يعمل مدربه الارجوياني خورخي ديسلفا على عدم التفريط بأية نقطة، وتعادله مع الهلال او الشباب ستضيع فرصة الفوز بلقب دوري جميل، لا سيما وانه المتصدر لفرق الدوري منذ الجولة التاسعة، وقد يتكرر سيناريو فريق النهضة الذي كان متصدرا لفرق دوري الدرجة الاولى لأسابيع طويلة، وسقط في الامتار الاخيرة ليفقد فرصة الصعود الى دوري جميل للمحترفين. ومن وجهة نظري الشخصية ان النصر سوف يعاني كثيرا امام الهلال ثم الشباب؛ بسبب ضغط المباريات ومشاركاته المتعددة في دوري ابطال آسيا وكأس خادم الحرمين الشريفين ودوري جميل، الامر الذي ادى الى اصابة نجومه الاساسيين كإبراهيم غالب واحمد الفريدي وعوض خميس وادريان وفابيان وعبدالعزيز الجبرين ومحمد حسين، وبلا شك ان مباراته مع لخويا القطري في دوري ابطال آسيا سوف تستنفذ الكثير من جهد اللاعبين، وفي حال خسارته أو تعادله سيغادر البطولة الآسيوية، ويؤثر ذلك سلبا على اللاعبين في المباراة الحاسمة والمصيرية والهامة. أما منافسه التقليدي الهلال، فلن يرضى بخسارة ثانية من النصر تؤكد علو كعبه، لا سيما بعد قدوم مدربه اليوناني دونيس لتدريب الفريق.
التنافس النصراوي الاهلاوي اعاد للذاكرة التنافس الشبابي الاهلاوي قبل ثلاثة مواسم على بطولة الدوري، ولم يحسم هذا التنافس الا في الجولة الاخيرة، وحتى في حال خسارة النصر من الهلال في الجولة القادمة لا تزال حظوظه قائمة، على اعتبار ان منافسه الاهلي يلعب مباراة قوية امام منافسه التقليدي الاتحاد، الذي يهمه ان يحرم الاهلي من لقب دوري جميل، وليس هناك ما يخسره؛ لأنه فقد فرصة المنافسة على بطولة الدوري منذ خسارته من النصر في الجوله الـ21 بعد ان كان متقدما حتى الدقائق الاخيرة من عمر المباراة، ثم خسر من الهلال بنتيجة ثقيلة في الجولة الـ 23 إلا اذا أحدث الشباب مفاجأة من العيار الثقيل امام النصر في الجولة الاخيرة، وهو امر مستبعد؛ نظرا للفوارق الفنية بين الفريقين، إلا ان كرة القدم مستديرة، وفي النهاية يستمتع الجمهور الرياضي بمشاهدة مباريات غاية في القوه والاثارة والندية، وكلا الفريقين يستحقان الفوز ببطولة الدوري عن جدارة واستحقاق، إلا ان المجانين يرون ان فريقهم هو الأحق بالفوز بلقب دوري جميل؛ لأنه هزم النصر ذهابا وايابا ولم يخسر في الدوري، وأمتع القاصي والداني بأدائه الجميل، والفائز الاكبر هو الجمهور الرياضي.
عن صحيفة اليوم