عندما يتعلق الأمر بالتميّز و الانفراد بسبقٍ لم يطرقه أحدٌ من قبل على مستوى تنظيم واستضافة بطولات قفز الحواجز في المملكة ” البطولات المفتوحة ، وكؤوس الوزارات ” فإن الأمر يستدعي الاستعانة بمن يملكون من الخبرة والتاريخ الحافل ما يجعلهم الأنسب لتقييم هذا العرف الجديد الذي سنّته اللجنة المنظمة للبطولات التي استضافتها كلية الملك عبدالعزيز الحربية و لعلّ فارساً مخضرماً كالفارس الدولي المميز فهد الجعيد الذي هو أحد أهم رجالات الفروسية في المملكة و فارسٌ يملك رأياً مؤثراً هو أحد الشخصيات التي كان لابد من استضافتهم من خلال صفحاتنا ، وقد خصّنا مشكوراً بهذا الحوار الحصري حول رأيه في المستوى الذي ظهرتا به بطولتي كأس وزارة الدفاع والتحدي الدولية اللتان أقيمتا على ميدان نادي ركوب الخيل بكلية الملك عبدالعزيز الحربية .
– بدايةً نود لو تخبرنا بانطباعك حول المستوى الذي ظهرت به بطولات الكلية الحربية ؟
لا شك بأنّ ما رأيناه في هاتين البطولتين هو أمر مشرّف و مبشر بالخير يؤذن بنقلة نوعية على مستوى استضافة و تنظيم بطولات قفز الحواجز في المملكة ، هذه النقلة التي ندين بها للفارس الأولمبي صاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن متعب والذي قدم نموذجاً مثالياً لتنظيم البطولات من خلال مهرجان خادم الحرمين الشريفين لقفز الحواجز ، و هانحن اليوم نجد من يسير على هذا النهج ويقدم ما يمكنه تقديمه في سبيل ظهور البطولات بالمستوى اللائق الذي يجب أن تكون عليه بطولات قفز الحواجز في المملكة ، وهنا أتقدم بالشكر للجنة المنظمة لبطولات الكلية الحربية على هذه الخطوة الإيجابية التي أقدموا عليها و العمل المنظم الذي جعلنا نرى هذا الفرق الإيجابي في بطولاتنا .
– بصفتك فارساً مخضرماً شهدت العديد من البطولات حول العالم برأيك مالذي كان ينقص بطولاتنا في المملكة و مالذي تداركه المنظمون لهاتين البطولتين ؟
في الواقع إن المقارنة بين بطولاتنا والبطولات في دولٍ مجاورة و أخرى عالمية لم تكن في صالحنا أبداً ، إذ أن هناك ركائز أساسية لإنجاح أي بطولة كُنّا نفتقر إليها ، إلا أن الأمر الجيد أننا رأينا في هاتين البطولتين تلافياً لنقاط الضعف التي كانت تؤثر سلباً على بطولاتنا ، ولعلّ أبرز هذه الركائز هي الرعاة والذي شهدنا تواجداً قوياً لهم و أجزم أن هذا التواجد لم يأتي بين ليلةٍ وضحاها إنما تطلّب الكثير من العمل لفترة زمنية كافية ، كما وأن الأمر لم ينتهي هنا بل إننا لمسنا الاهتمام الكبير من قبل اللجنة المنظمة بالرعاة الأمر الذي من شأنه أن يقنعهم بجدوى رعايتهم لبطولات قفز الحواجز و هو أمرٌ إيجابي ، بالإضافة إلى الزخم الإعلامي الذي حرص المنظمون على أن يكون حاضراً للتغطية.
– أخيراً : كيف ترى مستقبل تنظيم و رعاية بطولات قفز الحواجز في المملكة ؟
تعد هذه التجربة التي شهدناها أوّل محاولةٍ جدّية من قبل مستضيفي البطولات المفتوحة و كؤوس الوزارات ، و أعتقد أنها أذابت الجليد الذي لطالما كان يأتي بأعذار حول صعوبة إيجاد الرعاة و إقناع الإعلام بأهمية هذه الرياضة ، و أعتقد أنه حان الوقت لنرتقي بمستوى بطولاتنا لما يتناسب مع أسم فروسية المملكة وهذا لن يأتي إلا بالعمل المبكّر والبذل من أجل الوصول للمستوى الذي ننشده جميعاً والذي هو يصب أولاً في صالح الفروسية و الفرسان .
فارسنا المخضرم و صاحب الباع الطويل في هذه الرياضة استطاع من خلال هذا الحوار أن يختصر قصّة نجاح هاتين البطولتين و اضعاً خطوطاً عريضة تحت ما يرى أنه سبباً لنجاحه ، كما وأنه أضاف لنا الكثير بإتاحته لنا إجراء هذا الحديث مع شخصه الكريم .