في إيران كان بالإمكان أفضل مما كان بالنسبة لفريقي النصر والأهلي، لكن قدّر الله وما شاء فعل… لعب النصر أمام بيروزي في ملعب أزادي الذي غصَّ بأنصار الفريق البيروزي، حيث وصل عدد الحضور إلى 100 ألف متفرج، ولم يكن الفريق النصراوي مرتبكاً، ولم يظهر عليه أي توتر، كان يلعب المباراة بثقةٍ عاليةٍ، وربما فكرة أن يشارك الفريق بالزي الثالث (الجيشي) في ظل هذه الظروف السياسية التي تمرّ بها المنطقة أعطى لاعبي النصر ثقةً أكبر، واستطاعوا أن يؤدّوا مباراةً كبيرةً تفوقوا فنياً في كلا الشوطين بنسبة استحواذ أكبر.
ولا يمكن لأي شخصٍ أن يربط خسارة أي فريقٍ سعوديٍّ أو منتخبٍ بما يحدث لهم هناك، وأعني في إيران من استفزازات ومضايقات، فكرة القدم داخل الملعب وليست خارجه، ومن يملك العزيمة والإصرار والروح العالية يستطيع أن ينسى كل شيءٍ حدث خارج الملعب، ويركّز على الهدف الذي جاء من أجله، عندها سيؤدي مباراةً كبيرةً يتوجها بالفوز أو التعادل على أقل تقديرٍ، وهذا ما نجح فيه فريق الأهلي بقيادة مدربه الداهية (كريستيان جروس)، الذي خرج من المباراة بنتيجةٍ إيجابيةٍ، رغم شدة التعب والإرهاق التي عانى منها الفريق.
ففي كرة القدم وتحديداً في المباريات ذات الطابع التنافسي الكبير، والتي تلعب بنظام الذهاب والإياب، يجب أن يكون لها تكتيكٌ مناسبٌ، يعمل عليه أي مدربٍ بشكلٍ جيدٍ؛ حتى يضمن أن يخرج بالنتائج الإيجابية، فليس من المنطق أو المقبول أن يغلق الفريق المستضيف ملعبه ويلعب مدافعاً على أرضه وبين جماهيره، وعلى أرض الخصم يفتح الملعب ويهاجم..!!، مدرب النصر (دا يسلفا) فعل جزءاً من هذا الأمر..!! فقد ذهب إلى طهران منتشياً بعد فوزه على الاتحاد، وربما قرر من تلك الليلة أن يلعب في إيران بمهاجمين، وبأسلوب جديد، طمعاً في مفاجأة الفريق الإيراني، وهذه مجازفةٌ كبيرةٌ، وربما لو كان الفريق الإيراني بوضعه الفني الطبيعي لربما قاد النصر إلى كارثة لا تحمد عقباها بهذا النهج الفني الذي اتبعه، كان من المفترض أن يلعب المباراة بهدوء أكثر، وتحفّظ في الشقّ الدفاعي، ففي مثل هذه المباريات يظهر المدرب الجيد القارئ للمباريات، ومن لديه القدرة على التعامل مع مجريات المباراة، فـ (دايسلفا) فشل في إيران وكانت أخطاؤه واضحةً.
قد يكون من حظّ النصراويين أن مباراتهم مع بيروزي الإيراني لم تكن مصيريةً، بمعنى أنها لا تنهي أملهم في التأهل لدور 16، ومازالت الفرصة مواتيةً لتأهلهم، بشرط أن تُلعب المباريات المتبقية للفوز فقط، وهذا يعني أن الفريق سيصبح تحت الضغط محلياً وآسيوياً، وأي هفوة ستكلفه الكثير، بعكس الفريق الأهلاوي، فهو أنهى مهمته الآسيوية بنسبةٍ كبيرةٍ، ويعتبر قد ضَمِن التأهل للدور التالي، وسيبدأ بالتركيز على بطولة الدوري بشكل أكبر، وهي تعتبر بالنسبة له مطلباً جماهيرياً مُلحّاً، وحظوظه فيها قائمة وبنسبةٍ كبيرةٍ، ناهيك عن وضع الفريق على مستوى الإصابات، فهو لا يعاني مثل النصر الذي فقد أوراقاً مهمةً في خارطة الفريق، كـ (إبراهيم غالب وأحمد الفريدي)، إضافةً إلى أن مستوى الثلاثي الأجنبي الضعيف (محمد حسين – فابيان – ويلا)، الذين لا يقدمون الإضافة الجيدة التي تصنع الفارق للفريق كالبولندي أدريان، سيساهم في تأزّم موقف النصر فيما تبقى من الموسم.
إن كل المعطيات الفنية التي يحتاجها أي فريق كرة قدمٍ محترفٍ داخل الملعب تصبّ في مصلحة الأهلي، وقد يذهب هذا الموسم إلى أبعد من ضمان التأهل في البطولة الآسيوية.
فترة الحصاد تمنح الأفضلية للأهلي، وليست مستحيلة على النصر، وكليهما يستحقان التأهل في البطولة الآسيوية وتحقيق بطولة الدوري.
ودمتم بخير،،،
سلطان الزايدي
@zaidi161