بعد أن كنّا – معشر الفروسيين في قفز الحواجز – قد أخذ منّا هجر فارسنا الأمير عبدالله بن متعب لمياديننا كل مأخذ بدايةً من اعتزاله و وصولاً إلى سخاء حضوره في سباقات السرعة ، و بعد أن أقفرت يوميّاتنا من أخباره التي لم تكن تُغادر حواجز رياضتنا العالية تاركاً سعير الفقد و الغيرة يدب في عروق جمهوره المتعصّبين لتلك الحواجز التي لطالما كان يروّضها حتى كأنّها تنحني أمام مهارته في اجتيازها ، و بعد أن أصبحت رسائل العتاب ملاذاً يائساً يبحث عن ملامح وجهه في كلّ فارسٍ يفتقده كان لفارسنا الأمير عبدالله بن متعب ما يُشبه الوصال بعد طول الهجر !
لم تكن هذه الأجواء الرائعة التي تنعم بها البطولات التي يستضيفها ميدان كلية الملك عبدالعزيز الحربية لتكتمل لو لم يكن حضور صاحب السمو الملكي الأمير الفارس عبدالله بن متعب طاغياً بفخامته على كل تفاصيل الجمال التي تعم أرجاء البطولة ، إذ حضر سموّه منافسات اليوم الثاني لبطولة التحدي الدولية المقامة على ميدان الكلية الحربية منعشاً بحضوره قلوب محبيه من عشّاق هذه الرياضة ، فاتحاً أبواب البهجة على مصرعيها أمام من حضر و من لم يحضر البطولة هامساً في أذن الفقد بكلماتٍ كانت كافيه ليشعر جمهوره بالرضا و كأنه يقول ” لم أغادر بعد ، فمازال للحديث بقيّة ” .