من الطبيعي في عالم كرة القدم أن يخسر فريق ثلاث نقاط في مشوار دوري أو دور مجموعات.. ومن الأمور المسلم بها والتي يعتبرها الكثير “لعنة الملاعب” ما يلعبه القدر عند حدوث إصابة لأحد نجوم الفريق.. فجميع الفرق تضع خطط لأي ظروف لتعود من جديد وتعوض.. ولعل الأندية جميعها معرضه لمثل هذه المواقف ولكن في النهاية يبقى العمل الجيد والروح الرياضة والأخلاق والتنافس الشريف.
خسر النصر ثلاث نقاط في إيران من ضربة جزاء وخسرت رياضتنا أيضا نجم خلوق وكبير بحجم أحمد الفريدي لإصابته الخطيرة في الرباط الصليبي عندما كان النصر في مهمة وطنية.. وخسرت أيضا رياضتنا بسقطة إعلامية جديدة ثقة الشارع الرياضي فيه.. حيث أن الوطنية لا تعرف إلا عندما يلعب فريق واحد فقط تظهر معه كل الشعارات والدعم وأنواع التقليل للغير فطبيعي أن تشتم أو تجرح في دينك ووطنيتك.
تعودنا من الجماهير من باب التنافس وتبادل الأدوار كما هو متعارف عليه “الطقطقة” فيما بينهم وهو أمر طبيعي بالنسبة للمدرج الذي يمثل نفسه ويعكس واقعه.. وهناك شواهد كثيرة بين الجماهير وقد تكون ظاهرة صحية أو على الأقل لا تدعوا إلي القلق طالما أنها في حدود الرياضة ولا تسبب الفتنة والعداوة أو الكراهية.. وهي في الأخير في وسط لا نملك السيطرة على انفعالاته وردة فعله.
ولكن أن تأتي المهازل الكبيرة من بعض إعلامنا بصورة لم نتوقعها بهذه الدرجة وهذا الحقد والكراهية وطريقة التخاطب مع النصر تحديدا.. فبعد مهزلة إعلاميين يطلق عليه للأسف كبار يتواصلون مع قنوات خارجية من أجل تشويه سمعة لاعب سعودي على أمل إيقافه أو استضافة عضو اتحاد لنفس الغرض.. نجدهم اليوم يقولون بالخط العريض وبنشوة الفرح بأن “النصر يعود خائبا ويتجرع الهزيمة ويفقد النقاط والفريدي.”. لقد خسروا هم المهنية وخسروا أنفسهم والعلاقات الطيبة وانكشفوا على حقيقتهم.
هنا نقولها صراحة أين الجهات الرقابية في إعلامنا من هذا العبث والتعاطي الإعلامي مع بعض أنديتنا.. وأين دور إدارة نادي النصر وكبار أعضاء الشرف فيه من هذه المهازل التي تستوجب التحرك وتسجيل مواقف قوية ترد اعتباره النصر ككيان كبير في رياضتنا.. وتضع حد للعابثين والمؤججين للفتن حيث لا حسيب ولا رقيب وبعد أن خرجوا عن خط الحياد ولم يبقوا خط للرجعة.
خسروا الفريدي و خسرتم المهنية