علي مليباري |الحزم في الحرب.. والتلاحم في الرياضة

برغم أن السياسة السعودية على امتداد تاريخها الطويل اتسمت بالهدوء والحكمة وضبط النفس تحت مظلة سياسة اليد الناعمة التي تمد يد العون لإزالة كل أسباب الفرقة والاختلاف، إلا إن (عاصفة الحزم).. والتي فاجأت العالم بأسره في توقيتها ونوعيتها.. جاءت لتؤكد على الواقع أن الحكومة السعودية لا تتردد أبدًا في استخدام قوتها الرادعة في المواقف التي لا تحتمل الحلول الناعمة، سيما عندما يتعلق الأمر بسلامة مواطنيها وأمنهم وأمن جيرانهم كحال أشقاءنا اليمنيين ومعاناتهم مع ميليشيات الحوثي.

لقد حاولت الحكومة السعودية على مدى الأشهر السابقة تغليب لغة العقل، وحث اليمنيين الأشقاء على الجلوس على طاولة واحدة للحوار تحت مظلة مجلس التعاون الخليجي، والبحث عن آلية تعيد اليمن الوطن لجميع اليمنيين، ولكن إصرار الحوثيين على تحطيم الدولة ونشر الفوضى في اليمن وتهديد أمن السعودية وسلامتها دفع حكومتنا الأبية لاتخاذ موقف جاد من ميليشيا الحوثيين الإرهابية عبر إطلاقها لعملية (عاصفة الحزم) والتي لن تتوقف كما أكد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز في مؤتمر القمة العربية بشرم الشيخ حتى تحقق أهدافها كاملة ليتحقق الأمن والاستقرار على أرض اليمن بإذن الله.
وسطنا الرياضي جاء تفاعله رائعًا بعد ثوان من بدء (عاصفة الحزم)، حيث تزين موقع تويتر بتغريدات الرياضيين وتصدرت الصحفات الرياضية تصريحات رؤوساء الأندية ونجوم الكرة السعودية ودعمهم المطلق لكل الجهود التي تعزز الأمن الوطني، ليشكل هذا التفاعل الأخاذ تجسيدًا بليغًا للتلاحم مع قيادتنا الرشيدة في النسيج المترابط لوطننا الغالي، وليبرهن الشباب الرياضي السعودي باختلاف ميوله وألوانه على أن تلاحم الوطن ووحدته فوق كل منافسة، وأن كل ما واكب منافساتنا الرياضية في الفترات السابقة من تنافس حاد ومواجهات شرسة لا يتعدى ميادين الكرة ووسائل الإعلام، بينما هم الآن يقفون صفًا واحدًا تحت رهن إشارة قيادتهم الحكيمة.
لقد عكس تفاعل الرياضيين مع (عاصفة الحزم) روح المواطنة الحقة التي يتحلى به شبابنا ومدى العشق الذي يحملونه للوطن، واستعدادهم الكامل للدفاع عنه وردع كل من يحاول المساس بلحمته وقيمه ومبادئه.
حمى الله بلادنا.. بلاد الحرمين الشريفين.. وجنودنا البواسل، وأيد بنصره قائد الأمة العربية والإسلامية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز.
تويتر AliMelibari@

12