تقدم على هامش المسابقات والبطولات الرياضية جوائز خاصة لتكريم وإنصاف المبدعين حسب لائحة ومعايير بكل الجائزة.. يكون التتويج فيها تشريف شخصي ودعم معنوي واستحقاق يسجل للاعب وسط حفاوة كبيرة من المجتمع الرياضي.. لذلك عندما تمنح جائزة لابد أن يكون هناك إقناع ورضا لها في الوسط الرياضي.. فعندما حصل الأرجنتيني ليونيل ميسي على جائزة أفضل لاعب في مونديال 2014 والذي سجل أربع أهداف وصنع هدف حاسم وله أعلى معدل مراوغات وأكثر تمريرات ناجحة رغم الرقابة اللصيقة والمضايقات إلا أن هناك من أنتقده لأنه فقط لم يظهر بمستواه المعهود والمأمول.. فذهب البعض إلي وصف الجائزة بالمجاملة وتساءل عن مدى عدالتها وتم عمل استفتاء جماهيري بخصوص استحقاقه لها.
لقد تردد في الأوساط الرياضية استبعاد إبراهيم غالب عن جائزة الكرة الذهبية بسبب الإصابة التي تعرض لها بقرار مجحف وغير مقنع في منظومة عمل عشوائية حيث يفترض أن يرشح لها وليس بالضرورة أن يفوز فيها.. في حين تابعنا استمرار ناصر الشمراني حتى التتويج في الجائزة الآسيوية رغم السلوك المشين والتصرفات الطائشة التي مارسها في المسابقة والذي بدل أن يلقى الحزم والصرامة والحرمان شاهدنا باستغراب وقفه المديح والثناء ومن أعلى القيادات الرياضية.
نعلم جيدا بأن استبعاد غالب وتتويج الشمراني في جائزتين مختلفتين ولكل منها شروط ومعايير وضوابط ولسنا بصدد المقارنة.. ولكننا نتكلم عن أهداف أكبر للرياضة حيث التنافس الشريف والأخلاق العالية.. وكما هي مستوى وأداء وفن فهي أيضا ذوق وأخلاق وفكر قد تضيع عندما يغيب المنطق وتسقط القيم.. فالفرق في ردة الفعل مع الحالتين بأن غالب سيعود أقوى في حين أن الشمراني سيتمادى في سلوكه.
يجب أن لا تأخذنا العاطفة أو الميول أو الشعارات إلي التنازل عن المبادئ والقيم فلسنا بحاجة جائزة في مقابل حاجتنا للقدوة المؤثرة.. فقد توج من قبل العويران والتمياط والمنتشري والقحطاني.. ونحن أيضا لسنا ضد الشمراني أو التقليل من مستواه الذي ارتباط بجائزة لم يقدر فيها حجم المسئولية والذي استمر في نهجه الأرعن لأنه لم يلق الرادع المناسب.
تويتر TariqAlFraih@