كبسولة الإنذار الأخير

منيف الخشيبان

يبدو أن “الإنذار الأخير” أدى مفعوله بنجاح، وكأن صاحبنا استفاق من نوبة هيام رأى فيها فريقه متوجاً بالبطولة التي طال انتظارها عقوداً من الزمن، لكنه على أي حال تدارك نفسه بعد هذا الإنذار واستشعر العواقب الوخيمة للإنشقاق عن الشلة والتقاعس عن ازالة كل العقبات التي تعترض عجلة الدفع الرباعي، فمن السذاجة أن تتمرد السمكة على البحر، وإلا فعليها أن تبحث عن حياة أخرى خارجه. الايام باحت بخفاياها ولم يعد في جعبتها ما تخفيه، وفشلنا جميعاً في افتراض حسن النية في أحداث مضت ولازالت تمضي في اتجاه واحد، والمستفيد واحد، فلو استعرضنا جانب التحكيم وكوارثه التي عصفت وتعصف بطموح الاندية لخدمة نادي واحد، لضحكنا من شر البلية، ولتأسفنا على حال بقية الأندية وما تكبدته من خسائر لجلب لاعبين ومدربين بالملايين في منافسة خاسرة ومحسومة لذات الفريق والذي أصبح اليوم هو القضية الأكبر في دورينا والتي وضعت اتحاد الكرة في ورطة وموقف بالغ التأزم مع بقية الأندية. لست متفائل بخروج الكرة السعودية من هذا النفق المظلم على المدى القريب، فالأمر مرهون برحيل هذا الاتحاد الضعيف، والذي أثبت من خلال انصياعه التام للإنذار الأخير بأن ثمة أمور خافية تجبره على الخضوع لرغبات من أوصلوه لهذا المكان، فالإنذار الأخير كان بمثابة التحذير .. انتبه !! فكارثة الإمتناع أو حتى التقاعس عن دعم فريقنا هي أعظم من أي كارثة أخرى قد تحلّ بالكرة السعودية.

6