الحقائق على الأرض تؤكد أن الأمير فيصل بن تركي يقود النصر بنجاح باهر؛ إذ فرضه في الموسم الماضي بطلاً لأقوى البطولات المحلية بعد 19 عاماً لم يذق طعماً لها، وأردف معها بطولة كأس ولي العهد ليفرض نفسه المرشح السعودي الأول للمشاركة في دوري أبطال آسيا وهو الاستحقاق القاري الأكبر؛ ليكون بذلك قد توج ناديه كأنجح نادٍ سعودي على الإطلاق بصفته بطلاً لأهم البطولات وصاحب حصة الأسد من إنجازات الموسم، وهاهو يستمر في رحلة الإنجازات حيث يتشبث بصدارة الدوري في طريق الاحتفاظ به.
المعطيات الراهنة تؤكد قدرة النصر على الذهاب إلى أبعد من ذلك؛ لأن رئسيه قد صنع فريقاً يمكن الرهان عليه لسنوات، بل إنه أسس لنصر مختلف حتى عن أهم فترات عصوره الذهبية حيث بنى له قاعدة متينة قوامها النجوم والمواهب ما جعل قائمته الاحتياطية بقوة قائمته الأساسية، فضلاً عن زراعته لروح نصراوية أنتجت عزيمة هي اليوم أنموذج لما ينبغي أن يكون عليه اللاعب المقاتل حيث نشاهد مجموعة لاعبين بمواصفات فرقة كوماندوز.
المستغرب في الحالة النصراوية أن رجلاً كفيصل بن تركي وهو الذي أحدث كل هذا الانقلاب في الواقع النصراوي بماله وفكره وبأسه وفي غضون دورة رئاسية واحدة يحارب من بعض المحسوبين على النصر، ومن مجموعة أشخاص كانوا ولا زالوا يترصدون عمله، ويستهدفون شخصه على الرغم من كل ذلك العطاء، وكل تلك النجاحات التي جعلت النصر يعود كرقم صعب في معادلة الكرة السعودية بعد أن فرضت عليه الظروف أن يبقى رقماً هامشياً لسنوات طويلة ذاق خلالها النصراويون مرارة الإخفاقات وأسى الحرمان.
لا يخفى على أحد اليوم حقيقة تطاول أعناق النصراويين، وارتفاع أصواتهم، وفرض أنفسهم على المشهد الرياضي كقطب رحى فيه بعد أن كانوا يشعرون وعلى مدى عقد ونصف بحالة تيه وشعور بالغربة بين نظرائهم من مشجعي الأندية الكبيرة حتى كاد النصراوي يخفي ميوله لفرط ما عاناه من مآسي الفشل المتكرر وما ذاقه من آلام الإخفاقات المتتالية، وما كان لهذا التحول أن يحدث لولا أن قيض الله للنصر رئيساً كفيصل بن تركي.
تلك الوقائع التي تدعمها الأرقام وتعاضدها الأحداث تكشف أن ما يقوم به بعض النصراويين هو ترصد مكشوف وحقد مفضوح، وإلا فأي مبرر لهذا العداء له، والاستعداء عليه، غير محاولة إرباك عمله وجعله يتفرغ لفتح جبهات جانبية تشغله عن مهمته الرئيسة، وإلا فماذا يعني محاولة إشغال الشارع النصراوي بقضايا تافهة وأحداث عابرة غير محاولة تأجيج النصراويين بإشعال الفتنة بينهم.
المضحك في الأمر أن من يترصدون الرئيس النصراوي يستخدمون أساليب لا تخلو من غباء حيث يسعون لدق أسفين بينه وبين المدرج الأصفر، وهم الذين يدركون أن هذا المدرج هو مصدر قوته، ظناً منهم أن بإمكانهم جعل مصدر قوته هو مصدر ضعفه مستندين في ذلك على شعبيتهم في الأيام الخوالي، وما علموا بسبب تضخم غدة النرجسية لديهم أن القطار قد فاتهم.