تنام وسائل الإعلام المختلفة مرئية ومسموعة ومقروءة نومة أهل الكهف، في تعاملها ومتابعتها للألعاب المختلفة الجماعية منها والفردية، وعندما تطل المنافسات القارية والعالمية والدولية تكشر عن أنيابها نقدا وقدحا وذما واستهزاء للنتائج المتواضعة، وكأن الإعلام الذي تجاهلها ليس شريكا في عملية الإخفاق، وهو الذي أدار ظهره لها في المنافسات المحلية، فلا اهتمام ولا تشجيع ولا مبادرات، ولا حلول ولا معالجات لأوضاع منافساتها وتحفيز أبطالها.
ما يمارسه الإعلام من جفاء واضح لهذه الألعاب بكل مكوناتها لا يحق له المحاسبة ولا النقد ولا المطالبة، طالما لم يؤد دوره ورسالته في هذا المضمار.
أبطال كثر ونجوم مبدعون وفرق وأندية تحفر في الصخر من أجل النهوض بألعابها، وليس هناك من يلتفت لها في وسائل الإعلام بأقل القليل من الصفحات التي تفرد للعبة الشعبية الأولى كرة القدم ببذخ وكرم في غير محله، وبمبالغة مقيتة في إثارة مصطنعة لا تقدم ولا تؤخر.
في حديث الأمير عبدالله بن مساعد الرئيس العام لرعاية الشباب لبرنامج (في المرمى) على قناة العربية مع الزميل بتال القوس كانت هناك رسائل جدية بطرق مباشرة وغير مباشرة، أن الرياضة ليست كرة قدم فقط، وأن هناك جهوداً نوعية لتحقيق بنك من الأهداف في البطولات الأولمبية، عبر خطط واقعية ورصد مالي كبير، لنشر ثقافة جديدة في المجتمع الرياضي السعودي، لا تعتمد فقط على كرة القدم.
وما يحدث من حراك وتطوير ومنهجية جديدة في اللجنة الأولمبية السعودية بدءا بمشاريع الأمين المستقيل محمد المسحل، ورؤية لؤي ناظر، ودماء جديدة بقيادة الأمير عبدالحكيم بن مساعد، وهم ومتابعة الرئيس العام، يستوجب على الإعلام الرياضي مواكبة هذا التحديث بجدية ووعي يكملان مسيرة التصحيح.
الكرة الآن في ملعب الإعلام، بعد رؤية المشهد عن كثب، وما شراكة التعليم والرياضة إلا نقطة في بحر للتوجهات الجديدة، ولكن كل تلك الجهود إذا لم تجد إعلاما يدعمها ويغذيها ويبرزها، ويساهم في نشر ثقافة جديدة للمتلقي، فإن الحال سيبقى على ما هو عليه، ولن نتخطى رأس ماجد، وقدم سامي، لدغدغة شارعنا الرياضي.