يعاني الوسط الرياضي بشكل عام من شخصنة الاحداث والمناصب واقحام الميول في كل قرار وكل خطوة تحدث من مسئولي الرياضة بحساب الربح والخسارة ومصلحة النادي اولاً وأخيراً.
وعندما قدم الرئيس العام لرعاية الشباب الامير عبدالله بن مساعد لمنصبة في قيادة هذا الجهاز الكبير لم يسلم من تلميح غير الهلاليين نحو محاباة الهلال ومداراته نظير خدمته للفريق الهلالي في وقت سابق كرئيس وكعضو شرفي.
وهذا الأمر طبيعي في شتى أنحاء العالم فالرياضيين يتدرجون أساساً من الأندية وصولاً إلى أعلى المراتب.
لكن الاحداث في الميدان لمن يمعن في مجريات الأحداث تؤكد أننا امام فكر جديد نظرته شمولية ومتجددة ويبحث عن تطوير يشمل كل المناشط والمناسبات والفرق والمنتخبات كشخص مسئول.
وأي قائد يبحث عن النجاح فلا بد له من تأسيس شامل ومنهجية متكاملة تتحدد على ضوئها الاهداف المرسومة وطريقة تحقيقها وكيفية تلافي الاخطاء والاستفادة من تجارب الآخرين ومعالجة اأوجه القصور إن حدثت.
ورغم إن الأمير عبدالله بن مساعد دخل بأسلوب جديد للوسط الرياضي حيث حضر مباريات سلة وقدم ولفرق مختلفة وشارك في بطولة البولينج إلا إن ذلك لم يكن مشاهداً من الكل بسبب فردية النظرة.
وهذا يوحي بأن أهتمام الرئيس شامل وليس محصوراً على كرة القدم الأكثر صخباً وشعبية.
يواجه الامير عبدالله بن مساعد سبع معضلات تعيق أي مشروع تطويري ينهض بالرياضة السعودية نحو آفاق العالمية وتتخلص بحسب متابعة عامة للتالي:
1- ضبابية وتعقيد تشكيل الاتحاد السعودي لكرة القدم والصراعات الداخلية بين الجمعية العمومية والاتحاد وكيفية معالجة هذا الوضع دون فرض سياسة التدخل وكسر الانظمة التي يتطلب احترامها من الجميع.
ووجود اتحاد قوي في اشهر واكبر الألعاب متابعة من شأنه بناء استراتيجية ناجحة للتطوير وبالتالي انجازات للمنتخبات والأندية وإعادة هيبة الكرة السعودية للواجهة.
2- الضغوط الإعلامية المتصارعة والمتضاربة بسبب الميول وبالتالي تأجيج الرأي العام وتضخيم الأخطاء دون وضع حلول واقعية لمشاكل متوقع حدوثها بطبيعة وجودها مثل لجان الاتحاد السعودي للقدم وتراجع نتائج العاب القوى وتراجع المنتخب على سبيل المثال.
3- حقوق نقل المسابقات السعودية ورغم النجاح في تسويق الدوري بقيمة مالية عالية إلا إن مسابقات أخرى غابت عن المشهد وتكاد تختفي من خريطة المتابعة مثل مسابقة كأس الامير فيصل والدوريات السنية وغيرها.
ولإعادة الوهج لمثل هذه المسابقات والبطولات المخلتفة في ألعاب السلة واليد والطائرة تحتاج شريك إعلامي وناقل تلفزيوني يؤمن بأهمية منح هذا القسم من المنافسات ما تستحق من تغطية وإهتمام.
4- المشاريع المتعثرة لمنشآت الأندية وبيئة الملاعب وتطويرها وهنا يمكن الأشارة إلى تغيير إيجابي في هذا الملف سيكون أكثر وضوحاً إن استمر العمل في الانجاز ومتابعة تلك المشاريع وازالة العوائق.
5- موارد الرئاسة المالية وميزانيات التي تختلف عن ميزانية الوزارات وكونها جهة عليا تعني بهموم الشباب فإن تحويلها إلى وزارة من شأنه فتح آفاق أخرى للتطوير ومرونة أسهل في التنفيذ للعديد من مشاريع التطوير.
6- ملف الخصخصة بكل تعقيداته وعوائق تنفيذه ومدى نجاحه عند التطبيق والمشاكل التي قد تنشأ في مرحلة التحول او بعدها او فشل المشروع وبالتالي التأخر لسنوات حتى يتم تخطي مرحلة البدايات.
7- مقاومة التغيير و ندرة الكوادر الفنية الناجحة والتي تسهل العمل التطويري والتعامل مع التقنية وتجدد الافكار الابداعية في تلافي تعقيدات الروتين والتحول للعمل الرقمي والتعامل الالكتروني والرغبة نحو التجديد والتغيير والابتكار.
هناك بالطبع ملفات أخرى قد لاتتحمل تصحيحها رعاية الشباب لكنها تشكل عوائق ثانوية في طريق التطوير مقل تصاعد اسهم التعصب وتراكم ديون الأندية جراء العقود الفلكية للمحترفين وثقافة الجمهور في تقبل التغيير والتطبع بسلوك حضاري يتوافق مع متطلبات المرحلة.
وأمام هذه الملفات الشائكة يقف الأمير الخبير بخفايا العمل الإداري والمخ المفكر في عالم الاستثمار ومهندس الخصخصة لبناء استراتيجية واضحة الملامح تقودها روح تواقة للإنجاز وهمة عالية لتحقيق الطموح ، والمفترض منحه الفرصة كاملة حتى تكتمل صورة التغيير المنتظر وإعادة وهج الكرة السعودية بكافة العابها فوق هام السحب.