تفاعلت قضية الخطاب الذي بُعِث من الرئاسة العامة لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر إلى الرئاسة العامة لرعاية الشباب بشأن تقبيل اللاعب الروماني ميريل رادوي للصليب أمام الجماهير، والتي طالبت من خلاله الهيئة التنبيه على اللاعبين غير المسلمين بمراعاة التعليمات، وعدم ارتكاب مثل هذه المخالفات في الملاعب.
الشيخ سليمان الدويش أكَّد من جانبه في تعقيبٍ أدلى به للزميلة “سبق” أن جناب التوحيد أسمى من الأندية جميعها، مستغرباً التصريح الذي أدلى به عبدالكريم الجاسر، عضو إدارة نادي الهلال، ومدير مركز الأمير فهد بن سلمان الإعلامي لإحدى الصحف اليوم، والذي قال فيه : “إن تدخّل الهيئة يُعدّ استهدافاً للاعب رادوي”.
يقول الشيخ الدويش: “قرأت ما نُسِب لعبدالكريم الجاسر من تصريحات، والحقيقة أن هذا التصريح إن صحّت نسبته فهو أمر مخزٍ، وينمّ عن جهل عريض بالأمور الشرعية أولاً، وبالأمور النظامية ثانياً.
وأردف الدويش قائلاً: “أنا آسف أن يبلغ الجهل ببعض الناس إلى اعتبار الوسط الرياضي أكثر حصانة من جناب التوحيد والشريعة، وأن تتمّ مناقشة القضايا ذات الطابع العقدي من مثل تقبيل الصليب وتعظيمه على أساس أنها تقصد للاعب معين وبوقت مُعيّن؛ بُغية التشويش على فريق ذلك اللاعب، وكأن الهيئة أو مَن انبرى لحماية جناب التوحيد يعنيهم هذا الفريق أو ذاك، وهذا منطق لا يتفوّه به إلا بسطاء التفكير؛ لأن جناب التوحيد عندنا أسمى من الأندية كلها وأولى بالحماية من كل شيء”.
وشدَّد الدويش في حديثه على أن الرئاسة العامة لرعاية الشباب معنية بشكل مباشر بمراعاة الأمور الشرعية، وإلزام الأندية ومنسوبيها بالتقيّد بها بكلّ دقة، والأخذ على يد مَن يتجاوزها بحزم مهما كان موقعه خاصة ما يقع من المحترفين من الكفار كالنصارى وغيرهم .
وأكمل الدويش قائلاً: “إن بعضهم يتعمّد الإساءة والاستفزاز؛ ليقينه أنه سيحظى بحصانة تفوق حصانة الشريعة، وللأسف المبرّرات الانهزامية غلبت حظّ النادي على حقّ الشريعة من مثل سماحة الإسلام ووسطيّته التي لا نسمع عنها إلا في حال التعامل مع هؤلاء، وتغيّب السماحة حين تكون الحوارات بين أنصار هذا الفريق أو ذاك، أوحين يجري الحديث مع الهيئة أو غيرها من المحتسبين على منكرات الوسط الرياضي”.
وقال الدويش: “إننا لنعجب حين يتحوّل المتحدّث باسم النادي الرياضي إلى مفتٍ أو عالم شرعي، ويقر ما يراه من أمور بناءً على ما عنده من خلفية شرعية ضحلة، كل ذلك لأجل الانتصار للاعب أو فريق، مستدلاً على جواز أفعال اللاعب النصراني المنكرة ومجاهرته بها ببعض ما يتعلّق بالنصارى من أحكام راعاها الإسلام لا تنطبق، ولا تندرج تحتها تلك الأفعال المنكرة.
وشدَّد الشيخ الدويش أن الحاجة أصبحت ماسة إلى قيام رعاية الشباب بواجبها نحو صيانة الشباب ومنع أيّ محاولة لإضلالهم من خلال افتتان بعض الشباب بالنادي أو باللاعب ومهاراته، مما يدفع إلى تقليده بجهل، فتنتقل تلك الممارسات الخاطئة إلى ثقافة عياذاً بالله.