الحقيقة التي ينبغي على إدارة نادي النصر ونجوم الفريق الكروي الأول أن يعوها جيدا من الآن وصاعدا هي أن جماهير النادي أصبحت تتحرك تحت سقف عالٍ من الطموحات، وأنها لم تعد تحتمل أي إخفاق للفريق تحت أي ظرف من الظروف، وبقدر هذه الطموحات تكون ردود أفعال الجمهور مع نتائج الفريق مطبوعة بالانفعالات سلبا وإيجابا، ويفترض بإدارة النادي ونجوم الفريق الذين يتعرضون للوم هذه الجماهير وعتابها أن يتفهموا ذلك، ويثقوا بأن هذه الجماهير «عتبها كله عشم ومحبة».
وتخطئ الإدارة، ويخطئ بعض اللاعبين إذا ضاقوا ذرعا بالنقد الحاد من هذه الجماهير المحبة والشغوفة والعاشقة، فضلا عن محاولة التشكيك بأهدافهم، وبنواياهم، فهؤلاء الذين يوجهون نقدهم اليوم هم من حملوا بالأمس الرئيس واللاعبين على أكتافهم، وفوق رؤوسهم، وهم من كان يهتف بالمدرجات ويوزع الألقاب وعبارات الثناء والاحترام والتبجيل للرئيس ولنجوم الفريق، وهم الذين صنعوا ولا زالوا يصنعون أجمل لوحات «التيفو» في ملاعبنا، وهم الذين واكبوا عودة النصر لمنصات التتويج بأجمل ما تكون المواكبة داخل الملاعب وخارجها.
انقدوهم ولا تظلموهم
لكن أيضا ــ في المقابل ــ ينبغي على جماهير النصر أن تدرك جيدا أن بعض النقد قد يعود على الفريق بمردود سلبي، وقد يلحق بالنصر أبلغ الأذى، ومن الإجحاف والظلم أن يتلقى رئيس النصر الأمير فيصل بن تركي ومعه بعض النجوم العبارات الحادة القاسية لمجرد أن الفريق تعادل في مباراة، أو أن هذا اللاعب تراجع مستواه في مباراة أو مباراتين.
أجل، ينبغي على بعض جماهير النصر أن لا تطلق العنان لانفعالاتها غير المحسوبة، وأن تكون ردود أفعالها على نتائج الفريق مضبوطة وواقعية، وأن لا تنسى عند تقييمها لأداء الإدارة والفريق ونجومه أن هؤلاء هم الذين أدخلوا الفرحة في قلوب كل النصراويين، وهم من عاد بالنصر إلى حيث يجب أن يكون، وهم من ما زالوا يتربعون على صدارة الدوري، ويقتربون من تحقيقه للمرة الثانية على التوالي. حتى لا يفسد النقد «للنصر» قضية.
ثقافة جمهور
وبالطبع، من المهم القول إنه لا غنى عن النقد، الذي يبقى مطلبا وضرورة، فهو دليل عافية الكيان وصحته.
لكن مشكلة الجماهير الرياضية قاطبة، وليست جماهير النصر فقط، هي العاطفة الجياشة التي تتحكم بردود أفعالهم، سواء في حالات الفوز أو الخسارة، فيجيء نقدها انفعاليا تغيب عنه الحكمة والواقعية والموضوعية، والمبالغة، سواء بعد الانتصارات حيث يجري تجاهل وتغييب الأخطاء وكيل المدائح والثناء والتعظيم للإدارة واللاعبين دون قياس، أو بعد الخسائر حيث يتناسى هذا الجمهور كل الإنجازات والإيجابيات ويرسمون صورة سوداوية قاتمة للواقع، ويصبون جام غضبهم على مكونات ناديهم ويظلمون الإدارة والمدرب ونجوم الفريق.
غالب يصل ما انقطع
الإصابة المروعة التي لحقت بنجم فريق النصر إبراهيم غالب في مباراة فريقه أمام فريق لخويا القطري بقطع الرباط الصليبي كانت سببا في وصل شيء مما انقطع من علاقة الجماهير الرياضية حيث عبرت هذه الجماهير ــ على اختلاف ميولها ــ عن تعاطفها وتضامنها مع النجم الخلوق إبراهيم غالب متجاوزة زواريب الميول الضيقة.
ومنذ اللحظة الأولى التي سقط فيها غالب تحت أقدام الجزار بوضيف وهو محفوف بالدعوات الصادقة من الجماهير الرياضية من كل الألوان. فما أجمل وسطنا الرياضي عندما يتقدمه العقلاء، ويتوارى عنه المتعصبون