تحليلات كثيرة وتوقعات أكثر شهدتها مواقع التواصل الاجتماعي وملتقيات الإعلاميين الرياضيين رشحت عن الاجتماع الأخير الذي جمع الأمير عبدالله بن مساعد الرئيس العام لرعاية الشباب والدكتور عادل الطريفي وزير الثقافة والإعلام؛ خصوصاً وأنه جاء متزامناً مع حالة الانفلات التي شهدتها ساحة الإعلام الرياضي عبر (تويتر) تحديداً والتي بلغت حد التجاوز على مسلمات هي بمثابة ثوابت ما كان لأحد أن يلامسها فضلاً عن أن يتجاوزها لولا حالة الاحتقان الإعلامي التي تعدت أصول المهنية، وضربت بقواعد الذوق العام، بل إن بعضها قفز حتى على حواجز القانون وخرج عن أطر النظام العام.
تلك التحليلات والتوقعات ومعها كثير من الأماني هي التي شغلت التواقين لوسط رياضي نظيف وأرقت المهمومين بإنتاج إعلام واعٍ على إثر الاجتماع؛ إذ صبّت معظمها في قناة ما يتوقع أنها رغبة من الرئاسة العامة لرعاية الشباب ووزارة الثقافة والإعلام في إيجاد تنظيمات جادة وقوانين صارمة تضمن ممارسة ترقى لمستوى من احترام العمل الإعلامي القائم على قواعد المهنية والمستند على المواثيق الشرفية بما يكفل أداءً إعلامياً يرقى لقيمة الإعلام المسؤول الذي يعزز المهنية ويرفع من قيمة الأداء بما ينتج قيمة مضافة للإعلام والرياضة الوطنيين معاً، بعيداً عن الاحتقان الحاصل والاستعداء المشهود والتأليب الفج والاتهامات الرخيصة والتي نفخت ولا تزال تنفخ في التعصب المقيت الذي تشهده الساحة ما أدى لإشعال النيران في المنافسة الرياضية وتسعير لهيبها.
حراك رعاية الشباب ووزارة الثقافة والإعلام إن صح ذهابه في هذا الاتجاه فإنه سيكون حراكاً ضامناً لمشهد رياضي وإعلامي يرقى للمتغيرات التي شهدتها المؤسستان اللتان تعنيان بكل شرائح المجتمع لاسيما شريحة الشباب التي تمثل غالبية المجتمع السعودي بكل فئاته، وأكثر ما يعزز نجاح هذا الحراك وجود شخصيتين مؤهلتين وواعيتين بقيمة وخطورة الأمر، لاسيما مع دخول أعداء الوطن على الخط الرياضي بغية إثارة الفتنة فيه بافتراءات رخيصة معلومة الأهداف، وأكاذيب مضحكة لا ينسجها إلا عقل سطحي ونفس مريضة؛ مستغلين حالة التنافس المحموم الذي خرج في بعض جوانبه عن المهنية وتجاوز النظام.
المؤسف أن ثمة محتقنين في الوسط الرياضي من إعلاميين وجماهير قد تماهوا بسذاجة وقل وعي مع تخرصات أعداء الوطن ظناً منهم أن ذلك يعزز التجييش الذي ما فتئوا يمارسونه لاستمالة شارعهم الرياضي وللتحريض على الشارع المناوئ لهم، فوقعوا في الفخ حين تجاوزوا المساحة الحرة والمفتوحة لهم والتي يفترض ألا تخرج عن مربع الحالة الرياضية بما فيها من حماس وإثارة وأخذ ورد بما يعكس طبيعة التنافس الرياضي الذي يذهب إلى مدى بعيد من التصعيد في المواجهة القائمة على الميول والمتفاعلة مع سخونة الحدث الرياضي كأمر طبيعي وبديهي.
هذا المتغير الجديد يستدعي حتمية رفع مستوى التحرك لدى المؤسسات المعنية بالأمر سواء في رعاية الشباب أو في وزارة الثقافة والإعلام وكذلك في هيئة الصحفيين ولجنة الإعلام الرياضي بما يكفل ممارسة إدارية وإعلامية وجماهيرية في إطار القانون بحيث يتم صياغة لوائح حيوية تتوافق مع متطلبات المرحلة بكل متغيراتها لاسيما مع المساحة المفتوحة للإعلام بأنواعه؛ خصوصاً الإعلام الجديد ومواقع التواصل الاجتماعي، بحيث تكون يد القانون طويلة وقبضتها قوية للشد على كل من تسول له نفسه المساس بالثوابت وتهديد أمن الوطن في واحد من أهم وأخطر مجالاته الحيوية وهو المجال الرياضي والشبابي.