عبدالله الفرج | النصر.. والإنذار الأخير

عاد النصر لنغمة الانتصارات بعد أن عاشت جماهيره فترة قلقة فقد فيها فرصة الحفاظ على لقب كأس ولي العهد بالهزيمة من الأهلي، ثم خسر نقطتين بالتعادل مع الرائد، كان فوزا قويا برباعية جميلة على ضيفه الخليج أسعدت الجماهير “الصفراء” التي تمني النفس بأن ينجح فريقها بالحفاظ على لقب الدوري، الفوز كان مستحقاً وقابلاً للزيادة وسط الفرص التي تناوب المهاجمون النصراويون على إهدارها، فوز كبير يليق بمتصدر الترتيب وإن كانت دفاعاته بقيادة البحريني لا تزال تعاني، ومهاجموه بحاجة لجلسة مصارحة لأنهم غير متعاونين بالقدر الكافي؛ فضلا عن عمل فني أكبر يزيد من طرق الوصول لمرمى الخصم بدلا من الكرات الطويلة (متحركة وثابتة) والتي لا يستفاد منها رغم كثرتها.

من الأهداف الأربعة المحتسبة نتفق على أن الحكم المساعد لم يوفق في تقدير حالة التسلل ضد غالب، فيما تظل ركلة الجزاء محل خلافٍ إذا ما علمنا أن خط ال 18 جزء من منطقة الجزاء، ما يعني أن الأمر لا يتجاوز كونه أخطاء تقديرية طبيعية تضرر منها الطرفان، وهذا ما يجعلني أرفض محاولات التشكيك في طاقم التحكيم، وإيهام الشارع الرياضي بتأثير تصريحات رئيس النصر عقب مواجهة الرائد وما يتردد من أن “تلك التهديدات بدأ مفعولها”!!.

يبدو أن عبارة “الإنذار الأخير” التي أطلقها رئيس النصر في تصريحه الفضائي ستكون الأشهر هذا الموسم، فقد كانت الأكثر تداولاً من النصراويين، وحتى من غير النصراويين الذين انتقدوه كثيرا، ورفضوا الطريقة التي تحدث بها مع الحكام، غير أنهم بالغوا في وصف الحدث، وأخرجوه عن سياقه الصحيح لدرجة وصف دخوله ب “اقتحام أرضية الملعب”!!

إلا أن ما حدث من الأمير فيصل بن تركي بدخوله الملعب لا يوجد فيه مخالفة إطلاقا؛ في ظل تسجيل اسمه ضمن الاسكورشيد الرسمي لقائمة الفريق، وحتى حديثه مع الحكام على مرأى الجماهير والكاميرات لا يبدو أنه كان مسيئا أو مهينا؛ بدليل خلو تقرير الحكم والمراقب من أي ملاحظة، كما أن الصور أظهرت ابتسامات حكم الساحة ومساعده وهم يستمعان لرئيس نادٍ يطالب بحقوقه، وتبقى عبارة “الإنذار الأخير” وانتقاد اتحاد القدم والتلميح للانتخابات ضمن إطار ما هو مباح.

لم أجد على رئيس النصر ما يستحق أن يتعرض هو وناديه لحملة مركزة سوى عبارة (ليجلس الحكام السعوديون في بيوتهم وسأدفع رواتبهم) وإن قصد بذلك الاستعانة بالأجنبي لضمان أخطاء أقل، هناك حملة غير مبررة هدفها سقوط النصر، هناك من هم محتقنون منذ أن عاد النصر بطلاً للدوري، ويشنون حملات تشويه منظمة لا يمكن قبولها.

ندعم احترام الحكام والتحكيم، ونأمل أن تكون لجان اتحاد القدم أكثر قوة بقراراتها السليمة، وأن تكون الجرأة وتطبيق الأنظمة على الجميع وصولاً لمنافسة شريفة تليق بالدوري السعودي.
لمراسلة الكاتب: aalfaraj@alriyadh.net

7