الأهلي وإن بَطَش بالنصر كعادته إلاّ أنه يظهر كالحمل الوديع أمام الهلال، هكذا تعودنا، وهكذا علّمنا التاريخ، فلو جمعنا محصلة لقاءات الفريقين لاسيما في النهائيات لوجدنا أن الفارق كبير جداً، يُظهر سيطرة هلالية واضحة وجليّة يقابلها انكسار أهلاوي متكرر أمام الزعيم.
الأهلي قادر ربما على إحداث مفاجئة ولكن ليس على حساب الهلال، فهذا الأزرق وإن بدا هذه الأيام في حال لا يتوازى مع طموحات أنصاره وعشّاقه إلاّ أنه في كل الأحوال يرعب الأهلي ويثير الهلع في صفوف لاعبيه.
من حق الإعلام الأهلاوي أن يحفّز فريقه .. ولكن بالقدر الذي يتناسب مع المنطق ويتوافق مع العقل، فالهلال ليس النصر إطلاقاً، ولاعبو الأهلي وجهازه الفني والإداري يدركون ذلك تماماً، لذلك فالمطالبة بالفوز على الهلال لمجرد المطالبة وكسر العقدة الهلالية أمر يفوق طاقة الفريق الأهلاوي.
الهلال في حال فوزه “المتوقع” بكأس ولي العهد غداً يعلن بذلك استعادة لقب هذه البطولة والذي تخصص في تحقيقها برقم قياسي قوامه 12 مرة، ويضيف في الوقت نفسه أول خسارة إلى سجل الأهلي منذ انطلاقة هذا الموسم.
الهلال وإن لم يستجب اتحاد القدم لمطالبه العادلة، ولاقت الرغبة الأهلاوية آذان صاغية وتم تعيين حكم محلي لإدارة اللقاء فإن الهلال بهيبته ولونه المزلزل قادر على تجاوز كل الظروف الصعبة وإقصاء الأهلي للمرة الرابعة من نهائي البطولة والفوز باللقب كما فعل في المواسم 2003, 2006, 2010.
هذه السطور لا أكتبها من باب السخرية أو الإنتقاص بل هو واقع عشناه وفهمنا تفاصيله، فالأهلي مع كامل احترامي لأنصاره ليس نداً للهلال، ومهما بلغ من القوة والحماسة وقدّم الغالي والنفيس إلا أنه في حضرة الزعيم يتحول لحمل وديع.
منيف الخشيبان
Twitter@munif_kh