عبدالمجيد الزهراني| فقيد الأمة في عيون الإعلام

فقدت الأمة العربية والإسلامية أمس، قائدا كبيرا، وملكا استثنائيا، وزعيما إنسانا، بكل ما تعنيه كلمة إنسان من معنى.
لا أظن أن زعيما عربيا، في الآونة الأخيرة، حظيت لحظات رحيله عن الدنيا، بهذا المد الإعلامي الكبير والشاسع، وعلى امتداد عشرات القنوات الفضائية المحلية والعربية والإسلامية، كما حظيت به لحظات وداع الملك الإنسان عبدالله بن عبدالعزيز، رحمه الله.
هذا المد الإعلامي، وهذا النشيج الإعلامي الطويل والواسع، يُظهر حجم الفقد المحلي والعربي والإسلامي، لقائد أفنى عمره في خدمة قضايا الإسلام والعروبة .
على مستوى إعلامنا المحلي، يدرك كل من يتعاطون مهنة الإعلام، سواء المرئي أو المسموع أو المقروء، حجم المساحة الكبيرة من الاهتمام التي أولاها المغفور له للإعلام كقيمة وكمسؤولية، وكمرآة، كثيرا ما شدد رحمه الله، على أن تكون مرآة صادقة، لا تنقل إلا ما هو واقع، دون محاباة لشخص أو جهة.
الإعلام المحلي نفسه، يدرك حجم مساحة الحرية الإعلامية التي منحها الملك عبدالله رحمه الله، لكل إعلامي ولكل مؤسسة صحفية ولكل قناة، فسقف الحرية في عهده، هو الأعلى دون أي جدال.
الكل يدين لهذا الملك الإنسان، أيضا، أنه منح الإعلام ضوءا أخضر لنشر كل ما يتعلق بالفساد والمفسدين وبالمانشيتات العريضة، بغية تأصيل الدور الحقيقي للإعلام، ونشر كل ما يتعلق بهموم وقضايا المواطن البسيط، ولهذا لا غرابة أن تدور صوره رحمه الله، على عشرات الفضائيات، وهو يمسح دمعة هذا الطفل، ويحتضن ذاك اليتيم، ويحاور ذلك الفقير، وينصت إلى ذاك المحتاج.
تلك صورته في الإعلام، وفي الواقع.

6