برنامج ألماني يظهر فيه مذيع في العقد الخامس من عمره ، رجل أشمط ووجهه أجرد تعلوه جبهةٌ كبيرة أخذت من وجهه نصف حيّزه ، يعلوها القليل من الشعر وفي أسفلها عينان صغيرتان تقبعان خلف نظارة طبية ذات برواز أسود ، البرواز يتكئ على مفرق حاجبيه وبداية أنفه الأقنى الذي يعلو فمه ذو الشفتين الرقيقتين في وجهه المربع ، ذلك الفم الذي يُطلق السهام بدقة ويضرب الأهداف بقوة يتحدث عن المنتخب السعودي بسخريةٍ كبيرة !! وبالرغم من أنني شاهدت الكم الهائل من السخرية تجاهنا ، إلا أنني وضعت مشاعر التقبل والكراهية جانباً وذهبت لاستنتاج الدروس والعبر مما يقول ويسخر.
لقد كان يسخر من منتخبنا ويعتبره منتخب (ملطشة) ولا يستحق التواجد في المحافل الدولية !! لأنه يرى أن منتخبنا يحضر من أجل تناول وجبة دسمة ومتنوعة من الأهداف يغادر بعدها مع أول رحلة . هذا الألماني تحدث عن الثمانية الشهيرة ثم عرّج على هدف المهاجم (يانكر) والذي جاء (كوبري) في مرمى الدعيع ، ثم قال : بأن السعوديين قرروا تطوير كرة القدم لديهم ولكن مالذي حدث ؟ ثم جاء بلقطة لوليد عبد الله وهو يأكل (كوبري) آخر من مهاجم أوزباكستان ، ثم أردف : لا جديد ولا تغيير طوال كل تلك السنين من التطوير ، إنهم متخصصون بتلقي الأهداف من بين أقدامهم والحل الوحيد هو أن يستعين الحراس السعوديون بالثوب السعودي !!
ويعود سبب اختيار البرنامج الألماني لمنتخبنا للسخرية منه إلى بايرن ميونخ ، حيث أنه يقع تحت وطأة هجمة شرسة جداً من قبل أبناء العرق الآري على الصعيدين السياسي والإجتماعي بسبب خوضه مباراةً وديةً مع الهلال !
أتدرون لماذا ؟
لأن الألمان يرون أن البافاريين أضاعوا وقتاً ثميناً جداً بالتواجد في الرياض واللعب مع فريق ضعيف جداً ، فألمانيا ترى أنهم ذهبوا للنزهة متناسين بذلك هموم الأمة التي تفرض على الجميع الإلتزام بالأهداف التطويرية تجاه الوطن والإنسان الألماني ، هذا ما دفع الألمان للقول بأن البايرن : تناسى الأخلاقيات وركّز على الماديات . ردود الأفعال هذه دفعت رئيس النادي الأحمر كارل هاينز رومينيغه إلى تقديم إعتذار مع تعهد بعدم التكرار . قد يستغرب البعض من ردة فعل الألمان ويعتقدون أنني أبالغ ولا ألومهم في ذلك ، فهذه الدروس والمعاني الألمانية لا نعرف عنها شيئاً ولكنها هي من أوصلت ألمانيا إلى ما وصلت إليه من قوة وحضارة بحول الله وقوته . أما نحن فما نجيده في الرياضة على وجه الخصوص هو التنكف ببعضنا البعض ونفخ الصدر ونفش الريش وقلب الحقائق وتزوير التاريخ واللعب مع كل منتخب هب ودب !!!!
تعرفون ليشتنشتاين ؟!!!
((حقائق وخواطر))
– في مقابلة إذاعية خاصة تحدث أسطورة الحراسة السعودية محمد الدعيع عن العبث في تشكيلة المنتخب ، في كل يوم يخرج أحد الأشخاص ويتحدث عن العبث بالمنتخب ، ولا يجرؤ أحد على اجتثاثه (لماذا؟)
– أين مدعوا الوطنية من هذا العابث في المنتخب ، أين هو إعلام الغفلة ليتحدث عنه !! أم أن القط قد أكل أقلامهم وألسنتهم ؟!
– سجّل الفريدي رابع هدف خرافي له هذا الموسم والثاني في مباراة واحدة ، عدم الاستفادة من مارادونا الكورة السعودية في المنتخب دليل على عبث واضح.
– عندما ننتقد يقابلوننا بالاتهام بعدم الوطنية ، عندما يسخر منكم الألمان بماذا تقابلونهم ؟
– كنا نسخر من صغر أحجام لاعبي شرق آسيا ، واليوم منتخباتهم عملاقة بأحجام لاعبيها قبل مستوياتها . هذه هي الخطط العلمية المدروسة بحق.
المنتخب يعاني من ضعف في مستوى الأبدان واللياقة والعرضيات منذ خمسة عشر عاماً ولم يتغير شيء !! أين هي خططنا العلمية المدروسة من نقاط الضعف تلك ؟!