من حقنا أن نفرح بالفوز العريض الذي حققه منتخبنا الوطني أمس على نظيره الكوري الشمالي بأربعة أهداف مقابل واحد، لكن ينبغي أن نعلم جيدا أننا كسبنا جولة ولم نكسب المعركة، وأنه لا يزال أمام منتخبنا لقاء مهم جدا أمام أوزبكستان الأحد القادم يتوجب علينا كسبه حتى نتأهل للدور الثاني من هذه البطولة.
وينبغي أيضا أن ندرك أن فوزنا على كوريا لا يعني أن كل مشاكل منتخبنا قد حلت وانتهت، فمنتخبنا ما زال يعاني من بعض الثغرات، ومن نقاط الضعف الفنية الواضحة جدا، خصوصا في منطقة الدفاع.
صحيح أن هجوم منتخبنا استعاد الكثير من فاعليته وخطورته بوجود هزازي والسهلاوي، لكن في المقابل بدأ حارسنا وليد عبدالله حتى الآن بعيدا عن مستواه، وما زال يرتكب الأخطاء القاتلة.
أيضا من المهم أن ندرك جيدا حقيقة لا يجب أن تغيب عن أذهاننا ولو للحظة واحدة، وهي أن الفريق الكوري كان ضعيفا فنيا ومتهالكا، ولم يكن لا على المستوى الجماعي ولا على المستوى الفردي ندا لمنتخبنا، وقد ساعدنا كثيرا في هذه المباراة لنفوز عليه.
هذه الملاحظات وغيرها يجب أن تجعلنا لا نفرط كثيرا في الفرح والتفاؤل، ولا يجب أن تنسينا النتيجة نقاط ضعفنا وأخطاءنا، فثمة تحد صعب وحقيقي ينتظرنا الأحد القادم أمام منتخب أوزبكستان، وحتى نكسب هذا التحدي لا بد أن يكون منتخبنا أفضل حالا في جميع خطوطه منه بالأمس أمام الكوريين، ومن المؤكد أن كوزمين يعلم هذا جيدا.
نجومنا الأفضل .. لكن !
ومباراة الأمس تؤكد الحقيقة التي لطالما أكدنا عليها، وهي أن مشكلة الكرة السعودية ومنتخبنا الوطني لم تكن في أي يوم من الأيام في شح المواهب وندرة النجوم، فأنديتنا غنية بالعناصر الموهوبة التي تعد من أفضل نجوم القارة، ودول كثيرة تحسدنا على هذه الوفرة من المواهب، لكن المشكلة كانت ولا تزال في الإدارة، وفي الاختيار وفي تنظيم وتوظيف هذه المواهب في سياق يحقق أعلى درجات النجاح.
فهذا هو نجم مباراة الأمس المهاجم محمد السهلاوي الذي كان مستبعدا عن خارطة المنتخب لسنوات طويلة عندما وجد الفرصة برهن على جدارته بهذه الفرصة، وأكد على خطأ من لم يره كذلك، وأهدافه في مباراة الأمس ذهبت بعيدا حتى دخلت مرمى أولئك الذين ظلموه كثيرا عندما حكموا عليه بأنه لاعب أندية، واختاروا من هم أقل جدارة منه ليلعبوا في المكان الذي هو أجدر منهم فيه.
هذا مثال واضح وصارخ يؤكد صحة وسلامة موقف الذين لطالما تحدثون بأعلى صوتهم عن مشكلة الاختيارات في المنتخب وما يكتنفها من غموض وأسرار، وما قيل عن محاباة ومجاملات وميول تتدخل بشكل مباشر في عملية الاختيار.
ولا نريد أن نقول أكثر من ذلك الآن، فهذا ملف يجب أن يفتح عقب نهاية مشاركة منتخبنا في المعترك الآسيوي.
لقطة المباراة
إذا كانت صور الملاسنة بين هزازي والسهلاوي قد صدمت الجمهور السعودي في الأيام الماضية وأزعجت كل المحبين للمنتخب ولهذين النجمين، فإن اللقطات الجميلة التي جمعت النجمين خلال مباراة الأمس وهم يحتضنان بعضهما، ويتبادلان الابتسامات والأحاديث، أبهجتنا كثيرا، وطمأنتنا على أنه تم احتواء هذه المشكلة وتجازها، وهذا يساعد في رص صفوف منتخبنا وتعزيز الظروف النفسية المحيطة به. ولا شك أن الجمهور السعودي سيكون قلقا لو شاهد أية مؤشرات خلال المباراة على استمرار الخلاف بين هذين النجمين.