قبل يومين قابل منتخبنا الوطني لكرة القدم منتخب البحرين في إطار استعداداته لخوض غمار منافسات البطولة الآسيوية، لكن ما الذي ظهرت تغطيته في البرامج التلفزيونية المحلية؟ وعن ماذا خُطت “المانشيتات” الصحيفة؟
للأسف تجاهل الكثيرون ما حدث في شوطي المباراة، وتفرغوا لمناقشة ما حدث بين أحد المشجعين واللاعب “ناصر الشمراني”! وبالطبع الكل يفسر ويناقش الحادثة من وجهة نظر ناديه فقط، وكأنما اختصر المنتخب الوطني السعودي في شخص لاعب واحد، وكأنما انتهت كل إخفاقات منتخبنا المتتالية حتى نتفرغ لمناقشة هل تلفظ اللاعب بتلكم الشتائم أم لم يتلفظ؟ والأسوأ من ذلك أن تتحول صحافتنا إلى نسخة مصغرة مما يحدث في مواقع التواصل الاجتماعي من “شتم” و”تجاهل” و”ظلم” غير مبرر، فقط لأن المخالف ينتمي إلى فريق مختلف!
البعض يحمّل وسائط الاتصال الاجتماعي أسباب ارتفاع مستوى التعصب بين جماهير الأندية السعودية، وكأنما نسوا أن “الملاحق الرياضية” هي من كانت تبيع الصحف المحلية قبل ازدهار حقبة التواصل الاجتماعي، وأن “مانشيتات” الانتقاص من الآخر هي من بذر التعصب في شبابنا، ونحن اليوم نجني ثمار سنوات من الصراع خارج الملعب، و”تويتر” بكل بساطة ينضح بما في قلوب البعض من كراهية وحقد على الآخر، فقط لمجرد أنه من الآخرين!
السؤال هنا: هل سنستمر في هذا الاتجاه دون محاولة العمل على تخفيف الاحتقان وتنفيس ما في الصدور، أم نبقى متفرجين نشاهد الجمهور يأكل بعضه بعضا؟، ذلك أن المسألة تتجاوز مبادرة مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني بتنبي حملة توعوية شعارها: “فرقنا.. ما تفرقنا” إلى ضرورة تبني أنظمة مكافحة الكراهية، وإيقاع أقصى العقوبات على من يمارس أي نوع من العنصرية، أو من يقذف الآخرين في شرفهم أو أخلاقهم دون دليل أو برهان، هنا فقط سيتوقف الجميع عن أي “كلمة جارحة” مهما كانت بسيطة، لأنه سيكون متأكدا أنها
سترتد عليه بعقوبة تضره ولا تنفعه.
وفي النهاية، يبدو أنني سأستعير الجملة الشهيرة للمبدع الشاب “طارق الحربي”، الذي أكاد أجزم أنه أكثر المستفيدين من هذه الفوضى المتعاظمة، حينما يمارس “الطقطقة” اليومية على كل هذا الغثاء القادم من الجميع: “نحن على المدرج.. ونتفرج”.
عبدالرحمن السلطان | على المدرج ونتفرج