أن تكون في أرضك وبين جمهورك أمرٌ يُضيف لك نقاط قوةٍ من حيث لا تحتسب ، وشئت أم أبيت فإنك تفقد بعضاً منها عندما تخوض غمار المشاركات الخارجيّة ، شيءٌ منك يذهب ولا يبقى معك سوى صالح أعمالك التي بذلتها فيما مضى لتطوير نفسك وجوادك فشيءٌ من الحظ والكثير من الخبرة .
بعد ما شهدناه من المستوى المتألق الذي ظهر به فرسان المملكة في بطولة الريان القطرية فئة الثلاث نجوم ضمن الدوري العربي كان لا بد لنا من وقفة طويلة على هذا المستوى مضيئين على بعض الجوانب بانين هذا التحليل على محور دوائر الارتفاعات التي قُسّمت على أساسها أشواط البطولة .
البداية مع دائرة أشواط الـ 120سم والذي كان لفرساننا فيه نصيب الأسد والذي ظهر فيه اسم الفارس مشاري الحربي مرتين الأولى متصدراً والثانية وصيفاً وهو أمرٌ كان متوقعاً من فارسٍ قدّم مستوياتٍ مميزة مؤخراً لكن السؤال الذي يدعو للتعجب : لماذا غاب اسم هذا الفارس عن الأشواط ذات الارتفاعات الأعلى ، ولماذا لم يُراوح شوط لـ 120سم إلى سواه ؟!
عن هذا التساؤل صرح لنا الحربي مشاري قائلاً : ” شاركت أول وثاني يوم بالشوط الكبير ، وتأهلت لشوط الجائزة الكبرى لكن فضّلت أن أُريح الفرس للأسبوع القادم للمنافسة على الجائزة الكبرى وبذلك تكون البطولة الأولى في قطر تجهيزاً للبطولة الثانية،نظراً لأن الفرق بين البطولتين يومين فقط و ” ڤينّا ” قفزت كثيراً في الفترة الأخيرة ولا يوجد لها بديل للارتفاعات الكبيرة ، وبالنسبة لشوط الـ 145سم فقد كانت الجائزة ضعيفة نسبياً ، وعندما يكون لديك جواد واحد مميز للأشواط الكبرى من المهم المحافظة عليه ” ، ومهما كان الجواب فإننا كنّا ننتظر رؤيته يتألق على ارتفاعاتٍ أعلى خصوصاً وأن ” ڤينّا ” من المفترض أنها قادرة على المنافسة على حواجز كُبرى .
الفارس عبدالرحمن الهمزاني كان أحد الفرسان المميزين على هذا الارتفاع فقد ظهر مرتين الأولى وصيفاً للشوط والثانية في المركز الثالث ، كما سجل عددٌ لا بأس به من فرسان المملكة حضورهم في هذا الشوط أمثال الفارس عبدالعزيز العيد ، والفارس عبدالعزيز الحقباني ، والأمير الفارس منصور آل سعود والحاضر الغائب الفارس مشعل الحربي والذي كان قريباً جداً في فترةٍ من الفترات من التألق بما يملكه من إمكانيات كبيرة كفارس .
فارسين واعدين كان لهما حضورهما في دائرة الـ120سم استطاعا أن يتجاوزاها لارفاعاتٍ أبعد من ذلك إذ سجلا حضوراً مهماً في دائرة الـ 145سم هما الفارس المتألق دائماً خالد المبطي والفارس الموهوب سعد العجمي ، كما وأن دائرة الـ135سم شهدت ظهوراً وحيداً للفارس عبدالله الراجحي ، كما شهدت دائرة الـ 145سم ظهوراً وحيداً أيضاً للفارس الدولي الكبير فهد العيد .
الفارس ناصر البقمي والذي يُعد أحد أهم الفرسان الشباب الذين يواجهون مشكلة نقص الجياد فقد سجّل حضوراً قوياً في دائرتي الـ 135سم متصدراً مع “تروبلو”، و وصيفاً في الـ145سم مع “بلو تندر ” والذي كان مهدداً بالغياب عن المشاركة في هذه البطولة لطارئٍ صحي ، إلا أنه قدّم و لله الحمد أداءً مميزاً مع فارسه البقمي .
أما وحش الفروسية السعودية الفارس عبدالله الشربتلي لم يغادر دائرة الـ145سم في هذه البطولة لكنه بالمقابل سجل فيها حضوراً قوياً إذ ظهر متصدراً مرة ، وحاصلاً على المركز الثالث مرة ، والخامس مرةً أخرى ، لكننا حُرمنا تألقه في شوط الجائزة الكبرى في حين أنه كان أحد أهم مرشحي المملكة لها .
على الرغم من أنه لم يتصدّر الأشواط في هذه البطولة إلا أن الفارس عبدالرحمن الراجحي سجل حضوره مرتين فوق أهم ارتفاعين في البطولة مرّة في المركز الخامس في دائرة الـ 145سم والأخرى خامساً أيضاً في شوط الجائزة الكُبرى .
آخر محطاتي أمام مهندس البطولات و صاحب الظهور الأكثر أناقة في هذه البطولة الكبير خالد العيد والذي استطاع بكامل حنكته أن يكون حاضراً في ثلاث دوائر متصدراً في الـ 135سم ، و رابعاً في الـ 145سم ، وبطلاً للجائزة الكبرى على ارتفاع 160سم ، وهنا استحضر ماقاله مهندس البطولات وشيخ الفرسان في بداية الموسم إذ قال : ” جميل أن يكون هناك منافسات قوية و حماس بين الفرسان من بداية الموسم لكن علينا أن نحذر من إحراق الخيل ثم لا تعود قادرة على المنافسة في البطولات المهمّة “.
مهندس البطولات الأولمبي خالد العيد ترجم خبرته في هذه البطولة واستطاع في نهاية المطاف الوصول برفقة “ڤالوتا ” المملوكة للفارس الكويتي غازي الجريوي إلى خطف الجائزة الكبرى ، في تجربة ناجحة لرفع مستوى الجياد مما يجعل من هذه الفكرة أمراً غير مستبعد إذا ما نُفّذ بالشكل الصحيح .
هذا ما كان من فرساننا وهذا ماكانوا عليه في مشاركتهم في بطولة الريان القطرية ، مشوارهم طويل نرجوا أن يكون التوفيق حليفهم فيه .