الاستثمار الفروسي هو الحل

بعيداً عن المكابرة و في جلسة تصالحٍ مع الذات واعترافٍ بالواقع المرير نُقرُّ نحن معشر الفروسيين بأن لدينا مشكلة كُبرى تكمن في اعتلاء الفارس المناسب صهوة الجواد غير المناسب ، وهو أمرٌ ليس بالجديد ، ولم يأت ذكرة بصفته “التايهة ” التي أتينا به ، بل نذكره من باب الفضيلة إذ أنه حقٌ نعترف به .

وإذ أننا لا نود الوقوف طويلاً على أبواب البكاء أمام اللبن المسكوب فإننا نبادر بطرح حلولٍ قد لا تكون الفيصل في هذه الأزمة لكنها بالتأكيد سوف تفتح أبواباً في ذهن من وعى حجم الخطر الذي يهدد الفروسية السعودية في هذه الفترة جاعلاً منها فعلاً ماضياً بعد أن كانت فاعلاً مؤثراً في جميع من حوله .
لطالما كُنّا نطالب القطاع الخاص بدعم الفرسان السعوديين ولطالما كانوا يُحجمون عن الاستجابة لمطالبنا – إلا من رحم الله منهم – لأنهم يرونها – من وجهة نظرهم – هدراً لا يمكن للعقل التجاري استيعابه أو تقبّل فكرة حصوله ، واليوم نحن لا نطالب بالدعم لمجرد الدعم إنما نقدم لهم دعوة للاستثمار الفروسي بدخولهم سوق الخيل التي تلقى رواجاً عالمياً في الوقت الراهن وتُسجل أرباحاً تُلامس حدود الخيال .
ماذا لو استطعنا صناعة سوق استثمار للخيل يتبنى القطاع الخاص فيها توفير الخيل الجيدة من خلال مساهماتهم في شركة مساهمة سعودية تُدار من قِبل متخصصون في عالم الخيل ، فيما يتبنى فرساننا رفع أسعار هذه الخيول من خلال المشاركة بها وحصد البطولات التي تُسجّل مناصفة باسم الفارس والجواد مما يرفع نقاط الفارس في التصنيف الدولي وأسهم الجواد في سوق الخيل .
إن الاستثمار الفروسي لا شك يُعتبر مغامرة تحتاج لنفس طويل ، لكن إذا ما تمّت دراستها بالصورة الصحيحة والتوصل إلى معادلة ” الفارس المناسب على صهوة الجواد المناسب ” سوف تقل نسبة المجازفة بشكل كبير ومن ثم تحقيق أهدافٍ كُبرى على المستوى الفروسي والتجاري ، هي دعوةٌ ضامية قد يكون صوتها مبحوحاً لكنّها لا تكف عن تتبع بصيص أمل ينقذ الفروسية .

6