ديربي الرياض الذي كان (يوماً ما) قمة الكرة السعودية وأقوى مبارياتها وأكثرها جماهيرية لم يعد (كما كان) وفقد الكثير من قوته ومكانته بل وحتى جماهيريته كما تجلى بوضوح في مواجهة السبت.

النصر حامل اللقب ومتصدر الدوري حتى الآن والهلال زعيم البطولات الطامع بالصدارة وإيقاف تفوق جاره اللدود , والفريقان يضمان في صفوفهما نخبة من أبرز نجوم الكرة السعودية ويحظيان بقاعدة جماهيرية كبيرة ومساحة إعلامية مؤثرة .

ورغم ذلك جاء الديربي دون التطلعات ضعيفا في مستواه فقيرا في إثارته وأبرز ما لفت الانتباه هو الحضور الجماهيري المحدود الذي لا يعكس جماهيرية الفريقين بل ولا قوة وجماهيرية الدوري السعودي.

كانت التوقعات بحضور جماهيري كبير تغلق بسببه الأبواب في وقت مبكر فجاءت المفاجأة بمدرجات خالية في جزئها الأكبر وحضور لم يتجاوز ثلث الطاقة الاستيعابية للملعب

في كأس الخليج كان الاعتقاد الذي ساد هو أن جماهير الهلال والنصر اتفقت على مقاطعة المنتخب وستعود للمدرجات بعودة ألوان أنديتها , هذا الاعتقاد بدّده الحضور الباهت لديربي السبت رغم أهمية المباراة وتأثيرها على حظوظ الفريقين في المنافسة

مرة أخرى يدلل جمهور الرياض على أن علاقته بالكرة ليست “عشق” بل مجرد اهتمام يغنيه عن الحضور والتشجيع في الملعب بمشاهدة المباراة وتوجيه الانتقادات في الاستراحات

ديربي خيّب الآمال بمستواه الفني وحضوره الجماهيري الذي ترك صورة باهتة وعلامات استفهام حول مفهوم مشجعي الفريقين لـ “الانتماء” وعلاقتهم بالكيان .

بالمقابل نحن على موعد قريب مع ديربي جدة ..

قارنوا بين هذا الديربي وذاك ، قد تجدون تشابها مع ديربي الرياض في أي شيء باستثناء كثافة وروعة الحضور الجماهيري ..فجمهور جدة غير والجوهرة غير.

مقالة للكاتب منصور البدر عن جريدة الرياضية