رؤية نقدية – فيصل خليل:
استبشر الوسط الرياضي بقدوم القناة الجديدة لاين سبورت والتي انطلقت بحفلة استقبال إعلامية كونها ستغطي جزء من أحداث الساحة الرياضية إلى جانب القناة السعودية المتخصصة وشبكة الجزيرة.
وما لفت الانتباه إلى إن القناة تحاول الدخول إلى الوسط الرياضي بإضفاء روح الشباب على برامجها وأطروحاتها بقوالب حديثة ومبتكرة.
لكن المبالغة في تحويل القناة إلى رصيف شارع لا يفرق بين جدية الطرح واحترام كافة الأطياف يشوه بلا شك الجمالية المنتظرة من الجماهير والمشاهدين.
وإذا كان مقبولاً وجود برنامج أو برنامجين بروح شبابية لا تتقيد بروتين التقديم المعروف والأسلوب النمطي الذي يعطي كل خبر أهميته فإن هذا الأسلوب ليس مقبولاً في كل برامج القناة فلا بد من التنويع ومنح الاهتمام الكافي لكل برامج القناة ومتابعيها.
ولعل أسلوب التقديم التلقائي فن لا يجيده الكل فهناك برامج تستخدم فيه أساليب متنوعة لكنها في الأساس توحي بجدية الطرح وقد يكون للمذيع كاريزما خاصة تجعل البرنامج يتناسب مع كافة الأذواق دون المساس بالمهنية والجدية وعلى سبيل المثل فبرنامج إرسال على القناة الرياضية السعودية يمثل نوعية هذه البرامج فهو يعتمد على مستوى عالي من المهنية ممزوج بتلقائية الطرح دون تكلف أو تصنع.
ومن البرامج التي تعتمد على التلقائية والبساطة مع وجود محتوى مميز خاصة في التقارير الخارجية برنامج المجلس في قناة الكأس القطرية فمثل هذه البرامج تجد نجاح منقطع النظير كونها تبتعد عن التكلف والتصنع وفي نفس الوقت تحترم المشاهد ولا تعمم التجربة على كافة برامج القناة بل إنها تخصص لبرنامج واحد لكي يحضر التنويع بحسب أذواق المتابعين.
أما برنامج الجولة عبر قناة لاين سبورت فهو من البرامج ذات المحتوى الدسم ويقدم تغطية متميزة ويشاركه التميز برنامج كل الرياضة في القناة السعودية والذي خطى خطوات متطورة نحو محتوى مفيد ومنوع وشامل.
وما كان يميز الجولة عن غيرها هو طريقة اختيار العناوين أو المانشيت الذي يفصل بين أجزاء البرنامج ، ويعتبر المانشيت في العالم الصحفي فن بحد ذاته وعادة ما تختار تلك المانشيتات بعناية تامة بحيث تكون مختصرة ومعبرة ومثيرة ومؤثرة ولا شك إن اختيار العناوين في وقت قصير يعتبر مهمة شاقة إلا إن التصدي لها يجب أن يكون في مستوى الحدث لكي يكتمل تأثيرها وتحقق هدفها.
ولأن المانشيت الصحفي المطبوع مجرد من أدوات الإثارة الإضافية تلجأ الصحف إلى اختيار نوع خط عريض أو ملون مع دعمه بصورة واضحة ومعبره للحدث.
بينما في التلفزيون يوجد صوت المذيع الذي يمثل إثارة إضافية مع بعض اللقطات المتحركة وكل هذا من شأنه أن يجعل التأثير اكبر وما يحدث في برنامج الجولة لم يعد بذات الاحترافية المطلوبة بل يخلط الهزل بالجد ولا يبدو إن الاختيار دقيق جدا فغالبا من ما تظهر جملة ( خذها مني) او غيرها من الجمل التي تجعل العناوين مستنسخة وباهته بل إن ما يزيد الطين بل أن اللغة الإنشائية المستخدمة بعيده عن الجدية المطلوبة وفيها نوع من حديث الشارع الغير مقنن كما أن طريقة المذيع في قراءة هذه العناوين تزيد العناوين تشوهاً فهي طريقة أشبه بطرق الحراج والعبثية التي لا تعبر عن ثقافة الشارع الرياضي بقدر ما تعبر عن ابتداع أسلوب لم يكن موفق بوجهة نظري.