يبدو أن الضغط الإعلامي الهلالي أثمر عن تزعزع ثقة الحكام بأنفسهم حتى باتوا يرتكبون الأخطاء بشكل مستمر في مباريات الهلال ولصالح الزعيم بشكل اكبر.
وعادة يظهر الضغط وتأثيره على الحكم المحلي في الحالات الأكثر حساسية وفي الغالب يتجنب الحكم اتخاذ قرارات ضد الهلال حتى يسلم من سياط اعلامه التي لا ترحم.
والحالات التقديرية احياناً تدخل في موضع الشك حول صحة القرار الذي يجب اتخاذه ولكن وبما أن الوسط الرياضي تعود على الهجوم الإعلامي الازرق ولأن التحكيم جزء من المجتمع الرياضي فهو بالتالي يتأثر ويتصرف على نحو خاطئ دون قصدا منه ولكن احساسه الداخلي يخيل له أن الحالات التي تقع في منطقة الجزاء وحالات التسلل والأخطاء التي تقع نتيجة الاشتراك تجير لصالح الهلال.
في حالات ضربات الجزاء إذا كانت ضد الفريق الازرق فهي تحسب لصالح المدافع وإذا كانت من صالح الهلال تحسب للمهاجم.
والقاعدة تسري على حالات التسلل وغيرها من الأخطاء والشك في هذه الحالة من صالح الهلال.
هذه القاعدة لم تفرضها لجنة الحكام ولا الاتحاد السعودي ولا الرئاسة العامة لرعاية الشباب بل فرضها الواقع المشاهد للجميع والامثلة على ذلك لاحصر لها.
وعند الخروج عن هذه القاعدة فقد حكم على المنفذ بالإعدام الرياضي كما حدث مع مطرف القحطاني الذي ابعد عن المجال التحكيمي لأنه احتسب بنلتي ضد الهلال ولم يطبق فيه تلك القاعدة.
وبشهادة المهندس محمد السراح الذي عمل داخل اروقة الاتحاد السعودي فإن هناك غياب للعدل في بعض اللجان الذي قال بالنص: (مؤسف أن نصل إلى هذا المستوى من الإنحطاط ! كنت بالإتحاد السعودي أبحث عن العداله بعد معانات فتم إبعادي من المسابقات والإحتراف)
ورغم إني لا اتفق مع المهندس السراح في مفردة الانحطاط إلا أن الوضع بشكل عام ينذر بكارثة ستزيد من حدة التعصب والاحتقان بسبب تلك الاخطاء القاتلة.
ولأننا لا نريد أن نستشف قاعدة أخرى تقول لا عدالة بوجود الهلال فإننا نتوسم خيراً في المستقبل ونتمنى أن يسمو حملة الاقلام ورواد الشاشة عن وحل التعصب فليس من المنطق ان يوصف الحكم الخلوق والمجتهد مرعي عواجي بأبشع الالفاظ والصفات في الموسم الماضي لأن تقديراته كانت لمصلحة النصر ومن ثم يمجد ويرفع منزلة أعلى لأن تقديراته هذه المرة من صالح الهلال.
أن مثل هذا التباين الواضح في الرأي بسبب اختلاف المستفيد من أخطاء الحكم يفقد الثقة بأصحابه حتى من جمهور الهلال الفاهم اكثر منهم في كرة القدم وقوانين التحكيم.
فليكن هناك طرح منقطي وعقلاني ينتقد فيه الحكم عند الاخفاق ويشاد به عند النجاح وفق معيار واضح وجلي.. وليس معيار الميول.
وهذا لا ينفي أن بعض الإعلام الهلالي كان متألق بالصراحة عندما تحدث عن اخطاء العواجي على انها اخطاء تحكيمية تحدث في كرة القدم ولم يبحث عن تبرير لتلك الاخطاء او يمجد الحكم.
اما مرعي عواجي لا زلت أرى انه أمل التحكيم السعودي وهو شاب طموح وخلوق ولكنه يخطئ ويصيب ولم يكن موفق مطلقاً في بعض الحالات في مباراة الهلال والتعاون وهذه الاخطاء ليست متعمدة او مقصودة ، ولن أغير رايي في مرعي لأنه في النهاية بشر يصيب ويخطئ.
والامر ذاته ينسحب على الهلال الكيان فليس ذنبه أن يخطئ الحكام او ينبري الاعلام المحتقن لتشويه صورة كل من يعارض الزعيم لكن تلك الفئة طغت وتجبرت وآن لها ان تعرف طريق الحق .
ويكمن المأخذ الوحيد على إدارة الهلال في اعلان رغبتها بجلب حكام أجانب للمباريات وهو الامر الذي لم يحدث ولو حدث لخرج الهلال منتصراً دون أن تشوب الفوز شائبة وأن لم يحدث ذلك فالكرة في النهاية فوز وخسارة.
والله الهادي إلى سواء السبيل