يعشق الجمهور السعودي كرة القدم بشكل جنوني بل ويعيش شغفها لحظة بلحظة، ولعل الثورة التقنية وظهور مواقع التواصل الاجتماعي ساهمت في ابراز حجم النهم الجماهيري وعطشه للرياضة ولتفاصيل كرة القدم تحديداً.
وكان النقل التلفزيوني يغطي بشكل كبير معظم المواجهات والمناسبات الرياضية مما جعل البرامج الرياضية الأكثر نجاحاً من غيرها من البرامج.
وفي السابق كانت القناة الرياضية السعودية تتعرض لنقد مستمر ليس بسبب التغطية فقط بل لأن الجمهور يريد المزيد دائماً ومع ذلك كانت القناة الرياضية ناجحة لحد ما في تغطية المناسبات الرياضية الهامة حسب امكانيتها وقد كانت تنقل 7 مباريات في يوم واحد إذا فرضت الجدولة ذلك بل كانت تقدم برامج قبل وبعد المواجهات مثل ( قبل المباراة) والتحليل الفني ( وصافرة) في المباريات النهائية والحاسمة كما تقدم استديو خاص لكل مواجهة وأن لم يتوفر ارسلت المراسلين الميدانيين للتغطية وكانت الحوارات والنقاشات قبل المباراة مثل تلك التي بعدها ، كما وفرت القناة السعودية برامج مستمرة للتغطية مثل عالم الصحافة والملعب والمنصة وبرامج حوارية متخصصة وبرنامج التحليل الفني وفي غير اوقات الذروة كانت القنوات الرياضية تعيد تلك البرامج والمباريات وملخصات المباريات والاهداف.
وقد يقول قائل أن هذا دورها كقنوات رياضية متخصصة وموجهة للشباب السعودي بشكل خاص.
نعم هي كذلك وكانت تنتقد لتقديم المزيد والمزيد لاسيما مع تطور انظمة البث عالي الجودة ( HD) وشركات النقل والانتاج المتخصصة.
لكن الصدمة كانت عندما تحولت حقوق الدوري لمجموعة ام بي سي الاسم الكبير في عالم الإعلام ولكن تقديم المباريات كان أقل من المتوقع بل اسوأ منه.
فقد عمدت القناة إلى استديو موحد لكل المباريات تكتفي فيه بتقديم تحليل فني قبل وبعد المباراة ولم تمنح مباريات الدوري تلك التغطية المنتظرة بل حتى آخر مواجهة بين الاتحاد والهلال نقلتها بتقنية SD.
وحتى في الاوقات التي لا يوجد فيها مباريات حرم المشاهد من برامج رياضية خاصة بالمسابقات التي يتابعها وتركزت معظم ساعات البث على اعادة برامج عالمية للدوري الانجليزي والاسباني وبعض البرامج الارشيفية للاعبين والأندية لا تقدم أي فائدة للمشاهد .
ويرى البعض أن ام بي سي تدخر جهودها حتى يتم تشفيرها ثم تبدأ بتغطية مميزة وهو رأي جانب الصواب فمن مسوغات العمل الناجح أن تؤسس مبكراً لما ستقدمه وتقنع المشاهد بقوة واحترافية برامجك حتى تحفزه للاشتراك في قنواتك المشفرة بدلاً من إحباط المشاهد بقنوات مغلقة طوال الوقت وأن قدمت مادة برامجية فهي معادة ولاستهلاك ساعات البث فقط.
الحقيقة التي يكابر البعض عن قولها أن الدوري السعودي خسر القنوات الرياضية رغم كل الملاحظات التي تنتقد من أجلها ولكنها بالفعل كانت تقدم ما يشفع لها ان تتابع وتشاهد وتنتقد لاختلاف مستوى المشاهدة بعكس القناة الوليدة من ام بي سي والتي اخفقت حتى الآن ( الجولة العاشرة) في إضافة أي شيء يجعلها مختلفة سوى ضغط الاستديو والتركيز فقط على نقل المواجهات بنفس اسلوب وطريقة القناة الرياضية والتي كانت بحق رياضية.