حينما ننظر لجائزة قاعة المشاهير التي استحدثها الاتحاد الآسيوي لكرة القدم مؤخرا، واختار من نجوم القارة 10نجوم من بينهم لاعب نادي الهلال والمنتخب السعودي سابقا المدرب حاليا سامي الجابر، ونتأمل الصورة التي التقطها مع رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم جوزيف بلاتر، علينا في المقابل ننظر للجائزة التي حصل عليها لاعب نادي النصر والمنتخب السعودي ماجد عبدالله ضمن فاعليات خليجي 22 ونتأمل الصورة التي التقطت له مع بلاتر أيضا، ندرك أن (في الأكمة ماوراءها)، ولم يأتِ هذان الاختياران بعامل (الصدفة) إنما مرتب لهما بعناية فائقة جدا.
– لو بحثنا حول مسببات هاتين الجائزتين واختيار هذا التوقيت للإعلان عن هذين (الاختراعين) العظيمين اللذين تم اكتشافهما (بعد الهنا بسنة)، لضحكنا كثيرا وبكينا كثيرا على (عقول) كيف تخطط وماهو همها الأول والأخير والأهداف التي تسعى إلى تحقيقها، ولاستوعبنا عقب تفحيص وتمحيص معنى قاعدة الممثل الراحل حسني البرزان (إذا أردنا معرفة مافي إيطاليا فيجب علينا معرفة مافي البرازيل)، وتلك لعمري (نكتة) القرن التي توضح لنا حجم (مأساة) كروية نعيش حقيقة معاناتها محلياً في المقام الأول.
– بالمنطق والعقل، ما الفائدة التي تعود على الكابتن القدير ماجد عبدالله من تكريمه بخمسة أهداف أو عشرة أهداف حققها في مباراة واحدة في إحدى بطولات دورة الخليج مقارنة بموهبة كروية أمتعتنا بفن لعبه وأهدافه عبر مسيرة حافلة بالإنجازات والبطولات تحققت على مستوى منتخب بلاده وناديه النصر، ولعل السؤال الذي يطرح نفسه هو: ماهو المكسب المعنوي والمادي الذي ستضيفه هذه الجائزة وهذا التكريم لتاريخ (أسطورة) لن تتكر؟ أعتقد الإجابة المنطقية باختصار شديد (لاشيء).
– وبذات الرؤية التي تعتمد على العقل والمنطق هناك سؤال يفرض نفسه هو الآخر: ما هي الغاية من اختيار الكابتن القدير سامي الجابر ضمن قائمة قاعة المشاهير وجائزة تم استحداثها وهو الذي لايمكن أن ننكر إنه يتمتع بـ(شهرة) كبيرة؟ ولكن ليس بمقدور أي عاقل أن يتنكر لقائمة نجوم سعوديين يضاهونه في الشهرة ويتجاوزونه بمراحل صنعوا نجوميتهم محليا وآسيويا وعالميا بإبداع كروي وعطاء خلاق مازال إلى يومنا مرئيا ومشهودا ولم تصنع لهم إعلاميا، يأتي في مقدمتهم لاعب وكابتن نادي الاتحاد (محمد نور).
– هذا الاتحاد القاري الذي أعلن في مقر صحيفة الرياضية عبر لسان رئيسه السابق محمد بن همام عن استحداث جائزة (نادي العقد)، وكان نادي الاتحاد السعودي مرشحاً بالحصول عليها، ألغى هذه الجائزة بـ(فعل فاعل)، وهذا هو اليوم يخترع بسرعة البرق جائزة قاعة المشاهير، فبماذا نفسر هذين الموقفين بكل مافيهما من تناقض وارتباك في المشهد وآلية الاختيار؟
– الحقيقة أصبحت أمامي واضحة جدا، فبعدما انتهينا من اتحاد الإحصاء والتاريخ و(احتلال هلالي له استمر لفترة من الزمن، ندخل اليوم مرحلة جديدة من (اختراق) هلالي واضح للاتحاد القاري تمت الموافقة عليه مجاملة كنوع من (الترضية) ليس إلا، تعويضا لبطولة مستحقة ضاعت على الأخطبوط الأزرق بسب حكم ظالم ودعما للعبة (إعلامية) وطموحات مازالت شعبية ماجد عبدالله ونجوميته تمثل للبعض (قلقا) كان لابد من مقاومته وفقا لأسلوب قاعدة حسني المشار إليها آنفا(إذا أردنا أن نعرف مافي إيطاليا فيجب علينا معرفة مافي البرازيل).
– في ظل هذه العقليات (الغريبة) المتغلغلة مع أوراق عتيقة وبطولات وهمية تحاول تأصيلها، كيف للكرة السعودية أن تتقدم وتتطور مادام أن هناك من لايزال يدور في فلك واحد يعزز وجوده وحضوره لخدمة ناد واحد ولاعب واحد.
مقالة للكاتب عدنان جستنية عن جريدة الرياضية