الذي يتلمّس خلف كل هذا الزخم والحماس الذي يشهده مهرجان خادم الحرمين الشريفين لقفز الحواجز سوف يجد أن المهرجان يقيس بدقة عالية مستوى الفروسية السعودية على مستوى الأفراد والأداء و الصدى الفروسي لدى المجتمع السعودي ، وسو فيخرج بلاشك بنتائج واقعية جداً تعكس تماما صورة الفروسية الحقيقية ، ذلك لأن المهرجان يعد نقطة تجمع تصب فيها جميع روافد الفروسية السعودية من جميع أقطابها ، إذ أنك تستطيع من خلاله قياس مستوى الفرسان القادمين من مختلف مناطق المملكة وتقييم أدائهم بالإضافة إلى اطلاعك على تقرير مفصل عن مستويات الفئات العمرية المختلفة للفرسان من الناشئين بعمر أقل من 14 سنة ، وأقل من 18 سنة ، وصولاً على الفرسان الشباب والمخضرمين مما يجعلك قادراً على التنبؤ بأصحاب النفس الطويل منهم .
التقييم الذي يقدمه المهرجان لا يطال الفرسان وحدهم بل إنه يقدم صورة بانورامية ذات دقة عالية عن مستوى الجياد و التصميم والتحكيم و الإدارة ، ويقيس بدقة مدى قدرة الفروسية السعودية على تحمل المسؤولية تجاه مثل هذا الحدث الضخم ، كما يعكس جدية القائمين عليه والداعمين له الأمر الذي كان أحد أهم أسباب ظهوره بهذه الصورة المشرفة .
إذاً : يمكننا القول بأن مهرجان خادم الحرمين الشريفين لقفز الحواجز هو بحق بيئةٌ خصبة للنقد الفروسي سواء كان هذا النقد إعلامياً أو حتى ذاتياً يقوم به الفارس والإداري و كل من يعمل على إنجاحه ، الأمر الذي من شأنه أن يدفعنا إلى الأمام بصورة متوازنة تؤدي بعون الله تعالى إلى رفعة الفروسية السعودية و مواكبتها للنهضة الفروسية التي يشهدها العالم في هذه الفترة .