صدقوني بالله العظيم انني توقعت ان يخسر الاخضر كأس خليجي 22 قبل ان تبدأ مباريات الدورة لدرجة انني كنت أعتقد أن يخرج من المنتخب الاماراتي الشقيق في دور الاربعة، ولم اكن اتوقع ايضا ان يخرج المنتخب العماني امام المنتخب القطري وتوقعت في مقالي السابق ان يجمع النهائي المنتخب العماني بالاماراتي عطفا على مستواهما الفنيين وأداء لاعبيهما في مباريات الجولات الثلاث (دور المجموعات)، واعتقد ان تأهل منتخبنا للمباراة النهائية في خليجي 22، يُعتبر إنجازا على خلفية ما يُحاك وما يُدار في الخفاء والظلام من محسوبين على الكرة السعودية بقيادة السوسة التي بات الجميع يتحدث عنها في جميع مواقع التواصل الاجتماعي كتويتر وفيس بوك وواتس آب التي اصبحت تهدد مستقبل الاعلام الرياضي، ومهما يكن عدد رجال الاعلام الرياضي، فان عدد المغردين واصحاب الرسائل والقفشات التي اشتهرت بالطقطقة يصل الى الملايين واصبح مؤثرا على الشارع الرياضي المحتقن اصلا ولغة وشرعا.
لانختلف جميعا، ان مدرب المنتخب الاسباني لوبيز أفقد الاخضر هويته بسبب عدم ثباته على تشكيلة واحدة منذ استلامه مهامه في تدريب الاخضر’ واصابنا بالحيرة والدهشة والقهر بسبب تخبطاته في اختياراته وتشكيلته وتغييراته، الا انه لا يتحمل مسؤولية الاخفاق وهو المدرب رقم 54 الذين دربوا الاخضر منذ عام 1970م وإقالته لا محالة لامتصاص غضب الشارع الرياضي، وهناك من طالبوا باستقالة الاتحاد السعودي لكرة القدم، وهنا اقول إن الاخفاق ليس وليد اليوم، وانما بدأت في آخر عهد الامير الراحل فيصل بن فهد- يرحمه الله- ثم الامير سلطان بن فهد، ثم الامير نواف بن فيصل، والاخير كان شجاعا بتقديم استقالته واعترافه بانه لن يستطيع ان يقدم شيئا، وكما صرح الامير عبدالله بن مساعد قبل ايام، أن أي رئيس للاتحاد غير الخلوق والمهذب أحمد عيد، سوف يفشل بسبب اللوائح والانظمة القديمة التي أكل عليها الدهر وشرب، ولابد من مسايرة العصر الحديث للرياضة المعمول بها في الدول المتقدمة.
أخطأ الاتحاد السعودي لكرة القدم، بتحويل دورة خليجي من جدة إلى الرياض لأننا على ثقة بأن جماهير الساحل الغربي سوف تملأ مدرجات ملعب الجوهره عن بكرة أبيه، خصوصا ان جمهور الهلال لا يزال يعيش صدمة سيدني وخسارة الازرق لبطولة دوري أبطال آسيا، وحجم الاحتقان الموجود بينه وبين جمهور النصر منذ الموسم الماضي، لاسيما أن جمهور النصر كان غير راض عن تشكيلة الاخضر لعدم اختياره نجوم فريقه أمثال عبدالغني وغالب وخالد الزهراني والسهلاوي والشويع، وازداد غيظا عندما استدعى عبدالغني ولم يشركه أمام ودية الاوروغواي، وأشركه دقائق قليلة أمام ودية لبنان، ثم تم استبعاده قبل خليجي 22، وشاهدنا مدرجات ملعب الدرة خاوية من جماهيره في مباريات الاخضر، باستثناء المباراة النهائية، في الوقت الذي لم نر مساهمات رجال الاعمال وبقية الاندية في تسيير حافلات لنقل الجماهير لمساندة الاخضر كما حدث للهلال عندما لعب أمام سيدني.
منذ تطبيق نظام الاحتراف قبل 18 عاما والكرة السعودية تسير الى الهاوية وآخر بطولى حققها الاخضر كانت في عام 2014م، وآخر تأهل الى نهائيات كأس العالم كان في مونديال 2006م، بسبب ولاء نجومنا للاندية اكثر من ولائهم للاخضر، بالاضافة الى أن نجومنا الحاليين أقل بكثير من مستوى نجومنا السابقيين، أمثال ماجد والنعيمة وعبدالجواد والصاروخ والنور والغراب وصالح خليفة وشايع النفيسة واحمد الصغير وسعود جاسم وناصر الجوهر وتوفيق المقرن ويوسف الثنيان وعبادي الهذلول وفهد المصيبيح وحمزه ادريس ويوسف خميس والهريفي ومحيسن الجمعان وابراهيم تحسين ويحيى عامر واحمد جميل والدعيع اخوان والمهلل والمعجل وباخشوين واحمد البيشي ونواف التمياط وغيرهم ممن لاتحضرني اسماؤهم، واصبح الولاء للاندية والعقود الاحترافية بأرقام فلكية، لذلك لم نجد لاعبا سعوديا احترف خارجيا وحقق نجاحات كبيرة، بينما نجد نجوم المنتخبات الخليجية في دوري جميل والدوريات الخليجية، وهناك من احترف في أوروبا ونجح من الدول الخليجيه المجاورة الاقل منا في الإمكانات.
المدرب الجديد القادم للاخضر لا يملك عصا سحرية، ولايمكن له أن يصلح العطار ما أفسده الدهر، لاسيما وان هناك فسادا اداريا ورياضيا وماليا في جميع القطاعات، وبالذات المجال الرياضي، فالشق أكبر من الرقعة، وجمهورنا الرياضي معظمه من الشباب يدركون ادق التفاصيل، ومن الصعب ارضاؤهم باقالة مدرب او اتحاد القدم، ويجب ان نتعامل مع الاحداث بواقعية وشفافية ونضع اليد على الجرح ونترك الخبز لخبازه دون تدخلات ووصايا، ولابد من تصحيح الاوضاع حتى لو كلفنا ذلك زمنا طويلا، والسكوت على الخطأ يعني استمرار الاخفاقات لدرجة اننا تعوّدنا على كلمة هارد لك وخيرها بغيرها، وسوء الحظ وسوء التحكيم، وإلى متى نخفي الحقائق وندس رؤوسنا في التراب.
مقالة للكاتب عبدالعزيز بخاري عن جريدة اليوم