جستنية يكتب: منتخب الفاشلين!

من منا كسعوديين ومنهم أحبابنا في الخليج العربي كان يتوقع خسارة المنتخب السعودي من المنتخب القطري ولقب خليجي ضاع في بطولة استضافتها بلادنا وجمهور حضر كنا قد لمناه وشككنا في انتماءه الوطني وذلك من منظور فوارق فنية تتعلق بنجوم تلعب في أفضل دوري عربي كما يطلق على دورينا لايمكن مقارنتها بنجوم شباب بالمنتخب العنابي؟

ـ من منا ومنهم يستطيع أن يصدق أن أحمد عيد وعبدالرزاق أبو دواد على الرغم من خبرتهما الكروية الطويلة فشلا فشلاً ذريعاً في توظيف هذه الخبرة واستثمارها لإثبات أن مشكلة الكرة السعودية ليست في اختيار(المدربين) إنما في إدارات متعاقبة لاتحاد الكرة والمنتخب كانت تتدخل في عمل(الكوتش)حيث رسب هذان(القائدان)في أول اختبار حقيقي لهما رسوبا يذكرنا بهما وهما في مهمة(قيادة)إدارية بالنادي الأهلي و(استقالات) فرضت عليهما تقديمها لهيئة أعضاء الشرف؟

ـ نحن وضيوفنا كنا نراهن على أسماء(بارزة) اعتمدنا على نجوميتها في أنديتها وأخرى على تاريخها الماضي العتيق فكانت النتيجة (الخذلان) ولو بحثنا عن السبب في كلتا الحالتين لوجدنا أن العلة باختصار شديد افتقاد كرتنا إلى(القائد) الفني الذي يعرف كيف يختار ويوظف هذه الكوكبة من النجوم(المحسودين) عليها وقبل ذلك إلى القائد الإداري الذي يحسن اختيار القائد الفني (المناسب) لمنتخب قادر على الوصول إلى منصات التتويج وتحقيق البطولات.

ـ إذن المشكلة الأزلية التي يعاني منها(الأخضر) منذ سنوات باتت معروفة ولا أرى فرق بين اتحاد بالتعين واتحاد منتخب فالذي وافق بالتعاقد مع المدرب(المغمور) لوبيز وتجديد الثقة فيه قدمنا لنا صك(براءة) ريكارد المدرب الهولندي العالمي وما سبقه من مدربين تمت إقالتهم على اعتبار أن الفكر(واحد) لم يتغير ومنهجية(صورة طبق الأصل) نسخة كربونية لم تتبدل سواء أحضرنا أفضل أو أسوأ المدربين واحسب أن الوضع سيظل كما هو عليه حتى إشعار آخر في ظل وجود هذه النوعية من(العقليات)المتحجرة التي تكشف لنا الأيام وأن اختلفت في شخوصها وتجددت دماءها أننا أمام(أزمة) حقيقية أغلب ظني أنه من سابع وعاشر المستحيلات إيجاد علاج أو حل جذري لها.

ـ صدمتنا كبيرة جمهورا وإعلاما حاولنا أن نقف مع منتخب الوطن، رفعنا المعنويات، تنازلنا أحيانا عن قناعتنا تجاه مدرب(اخترنا لكم) رضينا بـ(الحظ)الذي لازمه كصديق في مباريات لم يخسرها فصدقنا أنفسنا متحالفين مع مقولة مثل(اعطيني حظا وارميني في البحر) والحقيقة غير ذلك تماما فمن يملك نخبة نجوم بمقدوره أن يحقق انتصارات وانجازات أفضل مما تحقق إلا أإن مشاعر (الإحباط)المسيطرة علينا عقب اخفاقات بالجملة وانتكاسات متعددة ومتتالية جعلتنا نرضى بالقليل ونزهو بالتعادل أمام الأرجنتين والأوروجواي.

ـ اسمحوا لى بعد معرفتي ب(العلة) المستديمة فلن احرق أعصابي وأتعب قلبي أكثر سواء بقي اتحاد عيد أو رحل، كذلك لوبيز أقيل أو استمر فلن أشجع منتخب لا يمثل وطنا بعد اليوم إنما يمثل هؤلاء الفاشلين إداريا ، فما دام أن الكرة السعودية عبر منتخباتها الوطنية تلف وتدور حول عقليات (مغلقة) الفكر وبعد النظر فخير لي أن أبقى منعزلا عن منتخب هناك من يعبث به وبنا دون مراعاة لاحاسيس(وطنية) لم تعد تجد من يقدرها ويهتم بها.

ـ وعلى ضوء هذا الإنعزال الذي قررت اتخاذه أقول وداعاً للتفاؤل وداعاً للنكد و(باي باي) يا أخضر راجيا من المولى القدير أن تعود لنا قريبا (مشافا معافا) من كل وكافة وجميع العلل الذي ابتليت بها، اللهم أمين، وحسبنا الله ونعم الوكيل.

8