وصل الأخضر السعودي إلى المباراة النهائية لدورة كأس الخليج العربي الـ22 ليلتقي شقيقه المنتخب القطري في واحدة من المباريات التي سيسجلها التاريخ على إستاد الملك فهد الدولي بالرياض.
تجاوز الأخضر حامل اللقب المنتخب الإماراتي الأفضل خليجيا في العامين الماضيين بثلاثة أهداف، وفاز العنابي على عمان بثلاثية وهو الفريق الذي أخرج الكويت بخماسية مما يؤكد قوة الفريقين على الرغم من وجود عدم رضا إعلامي جماهيري على مدرب المنتخب السعودي لوبيز كارو وارتياح تام وانسجام قطري مع مدرب المنتخب.
الفريق السعودي وهذه حقيقة هو أقوى منتخب خليجي من حيث كثافة المهارة والموهبة وارتفاع الرتم الفني لدى اللاعب لمشاركته في دوري قوي جدا، ولكن ما ينقص الفرق السعودية هو التهيئة النفسية والإدارية وأحيانا التوفيق والحظ.
اليوم مباراة ختامية ويتوقع حضور جماهيري كبير لخطف لقب أصبح قريبا جدا من الأخضر، وأعتقد أن لاعبي المنتخب سيبذلون جهودا مضاعفة للفوز لأسباب كثيرة، أهمها إنهاء مرحلة الإحباط التي تجاوزت العقد دون تحقيق أي منجز وأيضا إعطاء كأس أمم آسيا إشارة إلى أن الأخضر ليس أخضر 2011.
إن فوز المنتخب بهذه البطولة رغم أنه إضافة فنية مهمة تسجل للمنتخب إلا أنه مطلب أكثر أهمية لتهدئة الشارع الرياضي المحتقن بأمور كثيرة حتى أثناء إقامة الدورة مثل إعادة جدولة المباريات المؤجلة أو تهميش بعض الأندية وعدم مشاركتهم في اللجان العاملة في دورة الخليج.
الأخطاء في مسيرة اتحاد كرة القدم المنتخب كثيرة، ولكن تحقيق الكأس الغالية قد يخفف وطأة الغضب لدى البعض ويؤجل بعض القرارات التي قد تكون قد درست وأصبحت جاهزة للنشر مع أول إخفاق.
إن أول خطوة يجب الالتفات إليها بعد تحقيق اللقب هو عقد اجتماع عاجل لاتحاد القدم لإنهاء موضوع تعديل النظام الأساسي بأي طريقة، حتى لو بالطريقة الخطأ المعمول بها الآن، المهم أن ينتهي هذا المسلسل المكسيكي المستمر منذ سنة ونصف السنة وبدون تدخل خبير أجنبي.
كما أن إصلاح لجنة المسابقات بحلها وإعادة تشكيلها من أسماء معتبرة أصبح ضروريا بعد الأخطاء التي ارتكبتها من عدم إنصاف النصر والأهلي في جدول الدور الأول إلى تفصيل المباريات المؤجلة بشكل غريب ولا يليق بمن يبحث عن العدالة والمساواة، مما دعا خمسة أندية للاعتراض على الجدول، بل إن أحدها هدد باللجوء للفيفا.
كما أن إنهاء موضوع المدرب لوبيز إما بإعلان حقيقي واضح لا يقبل الجدل بتجديد الثقة فيه واستمراره أو إبعاده نهائيا واختيار جهاز فني مناسب للمرحلة المقبلة التي تشمل نهائيات أمم آسيا 2015 وتصفيات مونديال 2018 ودورة خليجي 23 بعد سنة من الآن إما بالعراق أو الكويت.
الأمر الأخير الذي يحتاج إلى شفافية ودقة هو ديون الاتحاد السعودي، إذ يجب على مجلس الإدارة الاطلاع على حجم الديون ومناقشتها وإعداد بيان دقيق بها وعرضه على الجمعية العمومية التي من المفترض أن تعقد قبل أمم آسيا المقبلة وإعداد ميزانية الاتحاد للعام القادم 2015.
بالنسبة إلى تدخل الرئاسة في اتحاد القدم فهذا موضوع تعبت وأنا أناقشه وأشرحه وأؤكد عليه وعلى أهمية توقيع الاتفاقية التي حددها الفيفا للعلاقة بين الاتحاد المحلي والجهة الحكومية المسؤولة عن الرياضة لتحديد الصلاحيات والمسؤوليات وضمان عدم التدخل الحكومي في أنشطة وبرامج وآليات عمل الاتحاد.
مقالة للكاتب علي حمدان عن جريدة الوطن