لا يمكن تجاوز مقولة إن من يملك الإعلام يستطيع التحكم بتوجيه البوصلة في كل الاتجاهات وفي جميع المجالات، وهنا لا نستطيع أن نستثني المجال الرياضي أبداً، فالرياضة أصبحت ضمن النسيج الاجتماعي لكل مجتمع، وأصبحت سلطة الإعلام هي من يسير الرياضة بشكل مباشر أو غير ذلك.
في دورة الخليج والتي يسميها الكثيرون مجازا بأنها دورة إعلامية بامتياز تتجلى اللعبة الإعلامية بشكل واضح، لكن التعاطي مع الدورة إعلاميا تتفاوت من مسؤول إعلامي إلى آخر ومن قناة إلى أخرى.
الحديث عن التجارب المضيئة في دورة الخليج يجعلنا نضع قناة الكأس القطرية تحت المجهر فهي تقدم لنا عملا احترافيا من أرض الحدث بتغطية شاملة ومحايدة إلى درجة كبيرة، ويأتي في مقدمة برامجها برنامج المجلس الذي يديره الإعلامي الكبير خالد جاسم الذي استطاع أن يقدم نفسه محاوراً متمكناً ممسكاً بدفة القيادة وسط حقل من الألغام الذي يزرعه بعض الضيوف، ومع هذا نجح الجاسم بتجاوز الكثير من الحقول.
وغير بعيد من قناة الكأس تبرز قناة “بي ان سبورت” ببرامجها الاحترافية وبمذيعيها ومحلليها المقتدرين ولا يمكن أن نذكر الأسماء من دون ذكر المميزين محمد سعدون وحمد جاسم.
في دورة الخليج الحالية برزت هاتان القناتان بشكل لافت وإن كنا قد وضعنا أيدينا على قلوبنا عند ظهور بعض الأسماء مع محمد سعدون في برنامجه اليومي وهي أسماء استمرأت الإساءة للرياضة وبخروجها عن النص وهي لا تقدم سوى الإثارة الممجوجة، وهنا نهمس في أذن محمد سعدون بعمل فلتر قبل السماح بظهور بعض الأسماء التي لا تضيف شيئاً.
إدارة الحوار الرياضي في البرامج التلفزيونية فن مستقل ربما لا يجيده إلا القليل، واقعنا لا يقدم لنا نماذج يمكن أن نعتد بتجربتها، للأسف أصبح جواز العبور نحو الظهور في البرامج التلفزيونية هو مدى خروج الضيف عن النص ومقدار الإزعاج الذي يقدمه أثناء ظهوره، وكمية التجني التي يكيلها نحو المنافسين، وقبل هذا ربما تدخل “الواسطة” في تقديم بعض الوجوه إعلاميا ونعني بذلك قربه من بعض صانعي القرار الرياضي سواء في المؤسسات الرسمية أو في الأندية، وربما يصل الأمر إلى أن رئيس النادي هو من يفرض اسما معينا على مقدم البرنامج، وهذا يجعل المذيع يرضخ لأمر الرئيس خوفاً من أن يكون على هامش هذا الرئيس في حال رفض قبول هذا الاسم.
بنظرة سريعة نجد أن الدخول في المجال الإعلام الرياضي وخصوصا المرئي منه أصبح أسهل الطرق للولوج إلى مجال الشهرة، وهذا جعل بعض الجهات الإعلامية تضحي بمعايير مهنية يعرفها الراسخون في مجال الإعلام الرياضي يجب أن تتوفر في من يريد أن يعمل في هذا الحقل.
هنا تبرز الدعوة لوضع معايير معينة يجب أن تتوفر في من يرغب في الدخول للمجال الإعلام الرياضي، وأن تتولى ذلك جهة محددة سلفا والأمل في الرئيس العام لرعاية الشباب بإنشاء اتحاد متخصص للإعلام الرياضي يديره رياضيون وإعلاميون حقيقون يكون مرجعا للإعلام الرياضي.