في مقالة سابقة كتبت عن دورة كأس الخليج العربي لكرة القدم أنها موروث وجد ليدوم لا يمكن التفريط فيها لما لها من أهمية ودور ونظرا للحراك الرياضي والاجتماعي الذي تحدثه.. فدورة الخليج لها نكهة خاصة التي لا يتذوقها إلا أبناء الخليج.. فعلى مر عقود من الزمن كانت دورة الخليج واحدة من أهم البطولات الإقليمية حضورا وانتظاما ولعل السبب الرئيسي وراء هذا الاستمرار هو حجم الاهتمام الرسمي والشعبي لها وإحساس أبناء المنطقة بأهميتها ودورها والذي عاد على المنطقة بالكثير من الإيجابيات والمكتسبات وانعكس على كافة الجوانب الرياضية والثقافية والاجتماعية.
بالتأكيد تبقى دورة الخليج من أهم الأحداث الرياضية المنتظرة والتي تجمع أبناء المنطقة حيث أن استمرارها نابع من تمسك أبناء الخليج بها لذلك يجب كسر الروتين فيها وإعطاءها أبعاد جديدة وقوية تجعل منها دورة متجددة ذات تحديات خصوصا في ظل زخم الرزنامة الدولية ووجود الكثير من البرامج والمسابقات فيها والتي سببت العديد من الضغوط على الدورة لذلك أصبحت بطولة الخليج بحاجة ماسة إلى الرفع من مكانتها وتطويرها وإعطاءها أهمية أكبر بحيث يكون لها مخرجات على مستويات أكبر تجعل منها دورة ذات قيمة عالية ويسجل لها اعتراف دولي ضمني.. وأن تلعب دورا في هذه الرزنامة فلا بد من إيجاد مساحة لدورة الخليج في هذه الخارطة الدولية من خلال دعمها على المستوى الإقليمي وعلى المستوى الدولي.
فعلى المستوى الخليجي والإقليمي يمكن تطوير الدورة من خلال إيجاد جوائز أكثر قيمة لها وإشراك القطاع الخاص كشريك نجاح استراتيجي وإقامة مناسبات وفعاليات والعاب مصاحبة على هامش الدورة والاهتمام بالنقل والإخراج والانتشار والنواحي التسويقية وتكثيف البرامج الإعلامية الهادفة والحوارية البناءة والتغطية الصحفية.. وكذلك يمكن إشراك منتخبات دول شقيقة في بطولة الخليج.. أما على المستوى الدولي فبالتنسيق مع الإتحاد الآسيوي يمكن إعطاء مقعد مباشر أو أكثر في نهائيات كأس آسيا لبطل الدورة ووصيفه دون دخول التصفيات.. وكذلك بالتنسيق مع الاتحادين الآسيوي والدولي يمكن محاولة إعطاء أصحاب المراكز الثلاث الأولى حضورا أكبر كتجاوز المرحلة الأولية لتصفيات كأس العالم عن القارة وبالتالي يكون الاستعداد والاهتمام بالدورة أكبر في ظل وجود هذه الحوافز والمميزات.. وكذلك يمكن دعوة منتخب عالمي للمشاركة كضيف شرف لكل دورة مع تقديم دعوات لشخصيات عالمية لحضور فعاليات الدورة.