ربما لا تشكل دورة الخليج مجرد منافسات رياضية تنتهي بتحقيق الكأس لاحد المنتخبات ، بل هي دورة تدريبية عالية المستوى في فن التغطية التلفزيونية والصحفية والابداع في صناعة الحدث بكل الوسائل التقنية المتاحة.
ولأننا لا نملك أي منصة تلفزيونية محترفة لتغطية بطولة نستضيفها على ارضنا فالمانع ان ندرس ونتعلم ممن سبقونا في هذا المجال.
ويذكر التاريخ أن قناة الكأس القطرية انشئت خصيصاً لتغطية دورة الخليج السابعة عشر والتي استضافتها قطر وحققت بطولتها.
ورغم البداية الجديدة وقلة البرامج في تلك القناة التي كانت باسم خليجي 17 إلا ان المثابرة والجهد اثمر عن قناة رائعة جذبت كل المشاهدين إلى شاشتها.
وهذا بخلاف القنوات المحترفة الرياضية المعروفة بي ان سبورت وتغطيتها المستمرة لمنافسات البطولة.
ولا يمكن أن ننسى قنوات الامارات ابوظبي ودبي واللتان يقدمان تغطية مميزة حتى وهم لا يملكون حقوق نقل المباريات.
ولكن ماذا قدمت القنوات الرياضية السعودية؟
مر التلفزيون الرياضي السعودي بعدة مراحل فشلت كلها في منافسة الآخرين بل ولاتزال تفشل في تقديم أي شيء يمنحها التقدير.
وتنحصر القنوات الرياضية المتخصصة السعودية في القناة الرياضية السعودية وقنوات ارتي وتلك الشبكة اغلقت من زمان وكان هدفي ربحي بامتياز وبالتالي فقد كان تركيزها على الاشتراك والتوزيع ومحاربة القرصنة فقط واما المحتوى فلم يكن مختلف عن الطابع العام للتغطية المحلية.
ظهرت في وقت آخر قناة متخصصة باسم لاين سبورت وحاولت أن تحجز لها مكاناً في الفضاء الرياضي ولكنها حوربت او حرمت من حقوق نقل المنافسات المحلية ( المنتج الرئيسي للرياضة) حتى اغلقت ابوابها وغادرت الساحة.
وفي وقت كانت الانظار تنتظر من القنوات السعودية نهضة احترافية نحو شمولية التغطية وبإنشاء 6 قنوات الرياضية طغى الطابع الرسمي على القناة وعادة ما تختفي البرامج اليومية في ايام العطل الاسبوعية ( اوقات الذروة لمنافسات الرياضية) وذلك لأن دوام الموظفين ينتهي بنهاية يوم الخميس !
لكن الهدف الربحي هو الهاجس وراء القنوات الرياضية المتخصصة فظهرت ام بي سي سبورت وركزت فقط على الدوري السعودي والذي سيتم تشفيره لشفط ما يمكن شفطه من جيوب الجماهير
اما دورة الخليج التي تستضيفها السعودية فهي خارج اهتمامات الام بي سي ولم تكن ضمن جدول البث.
في هذا الوقت تقدم قنوات الكاس والجزيرة وابوظبي ودبي تغطية متواصلة وإبداعية ومتميزة بجودة الصورة ونقاء الصوت ومتابعة الاحداث لحظة بلحظة حتى يخيل للمتابع أن قطر هي التي تستضيف البطولة وليست السعودية.
والمشكلة الكبرى أن حتى اجتهادات القنوات الرياضية في تقديم برامج موازية في الدورة تفتقد للإعداد الجيد وللديكور المميز وللإخراج الاحترافي ولاختيار الاماكن الهامة للاستديو هات.
ولو جهزت القناة استديوهات داخل مبنى التلفزيون وقدمت صوتاً وصورة احترافية وتقارير وتغطيات متواصلة لكان افضل من حشر الضيوف والبرامج في زوايا ضيقة في بعض الفنادق يظهر سوؤها كلما تلقى المذيع اتصالا او كلما حاولت ان تقارن بين مستوى الاضاءة بينها وبين الاخرين وكذلك جودة التقارير وشموليتها وهذا بخلاف طبيعة البرنامج وما يقدمه من طرح.
على المستوى التنظيمي ننقل لكم ابرز ملاحظات المصورين في اليوم الاول:
– عدم السماح للمصورين الدخول وقت الافتتاح واجبارهم على الجلوس بالمدرجات
– لا يستطيع المصور الوصول الى الواجهة الأمامية للمدرجات لالتقاط الصور
– المنظمين اسلوبهم جاف في التعامل
– اوقات المباريات متأخر بالنسبة للجمهور خصوصاً ان البطولة اثناء الدوامات
– لا يوجد وقت لتصوير المؤتمرات الصحفية كون ان المباراة الثانية تبدا وقت المؤتمر الصحفي